ولد رسول حمزاتوف عام 1923 في قرية تسادا الداغستانية الواقعة بين أحضان الجبال ، وكان والده شاعرا ينظم الشعر باللغة العربية وباللغة " الآفارية " القومية . ويروي أن والده كان يكتب كل قصائد الغزل في النساء الأخريات باللغة العربية لكي لا تفهمها أمه إذا عثرت عليها . ورث حمزاتوف عن أبيه موهبة شعرية خارقة استوعبت كل أساطير الجبال العملاقة وبساطتها وحكمتها .
ومكنته دراسة الأدب في موسكو من الإلمام بتراث الشعر العالمي وقوالبه فصب فيه خبرته الخاصة التي لا تتكرر ، دون أن يفقد بكارة تجربة بلاده ، ولا تاريخها ، ولا صراعها الذي دام ضد القياصرة ثلاثين عاما متصلة كانت الرصاصة خلالها أعز على القوقازي من جرعة الماء ورغيف الخبز .
ولمع اسم حمزاتوف مع صدور أول ديوان له عام 1943 ، كما صدرت له ملحمتا حوار مع أبي 1953 و البنت الجبلية 1958 و دواوين عام ولدت فيه 1950 و النجوم العالية 1962 و كتابات 1963 و نجم يحدث نجماً 1964 و السمراء 1966 و مسبحة السنين 1973 . كما نظم قصة شعرية بعنوان داغستان بلدي . و يتميز شعر حمزاتوف المكرس لحياة داغستان المعاصرة بالصبغة القومية الساطعة و النزعة الغنائية . في عام 1959 منح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان . كما منح جائزة لينين و أصبح منذ 1974 شاعر و بطل الإشتراكية و العمال
ترجمت قصائده ودواوينه وكتبه التي تربو على الأربعين كتابا إلي أغلب لغات العالم . وكان رسول حمزاتوف أحد الذين آمنوا بالاشتراكية بصدق ، فلما انهار الاتحاد السوفيتي وراحت الطعنات توجه إلي كل ما مضى من تاريخ وإنجازات وسلبيات ، وقف حمزاتوف يدافع عن نفسه وتاريخه قائلا : " لم تكن قصائدي عضوا في الحزب الشيوعي " . وفضل في سنواته الأخيرة أن يقيم في محج قلعة عاصمة بلده داغستان في بيت صغير من طابقين مع زوجته فاطمة . وكان أبناء وطنه إذا اقتربوا من الشوارع المحيطة ببيت حمزاتوف يشرعون في الحديث بصوت منخفض ، فإذا ارتفع صوت أحدهم . نهره الآخر قائلا : نحن بالقرب من بيت الشاعر .
و كان رسول حمزاتوف يحمل اغنيته معه اينما ذهب‚ ويوصي كل انسان بأن يحمل اغنيته معه اينما ذهب‚ فحملها ليس ثقيلا‚ اما الاغنية فهي الوطن الذي يغسل ندى صباحه البارد اقدام المتعبين‚ وتغسل مياه انهاره وسواقيه وجوه ابنائه‚ الاغنية هي الانسان‚ ينشدها شاعر يشعر بمسؤولية‚ ليس عن بلده فقط وانما عن كل شبر من الارض يعيش عليه انسان في هذا الكوكب .
في سنواته الأخيرة توفيت زوجته فاطمة ، وكانت سيدة جميلة ورقيقة . وتزايدت عليه وطأة مرض عصبي كالشلل الرعاش ، ولكنه لم يفقد روح المرح والحكمة والنبل . وهو القائل : " ظهرت لدينا في روسيا الآن ما يسمى بالسوق ، ودخلنا مرحلة من حرية الجوع الوحشية أصبحت فيها أسعار الطماطم أغلى من البشر ، وأصبح ممكنا شراء كل شيء في روسيا : الضمير والبطولة ، الموهبة والجمال ، الشعر والموسيقى ، الأرض والأمومة أحيانا . وقد بدل الكثيرون من مواقفهم . ربما يمكن للمرء أن يبدل قبعته ، ولكن لا يمكن لشخص شريف أن يبدل رأسه .
رحل حمزاتوف في 2003/11/3 عن عمر يناهز الثمانين عاما . وكان يبدو أنه شخص لا يرحل ، أولا يجوز أن يرحل ، أو لا يصح أن يرحل ، لأن رحيله يحدث خللا شديدا في موازين الخير والشر في العالم .
لقد توفي شاعر عظيم . كان يردد دائماً : " الحمد لله لا أحد يقول لي إنني عبقري لأن العباقرة هم أولئك الذين يفعلون ما يعجز الناس عن فعله " وقبل أن يموت بأيام قليلة قال حمزاتوف : " حياتي مسودة كنت أتمنى لو أن لدي الوقت لتصحيحها " .
ومكنته دراسة الأدب في موسكو من الإلمام بتراث الشعر العالمي وقوالبه فصب فيه خبرته الخاصة التي لا تتكرر ، دون أن يفقد بكارة تجربة بلاده ، ولا تاريخها ، ولا صراعها الذي دام ضد القياصرة ثلاثين عاما متصلة كانت الرصاصة خلالها أعز على القوقازي من جرعة الماء ورغيف الخبز .
ولمع اسم حمزاتوف مع صدور أول ديوان له عام 1943 ، كما صدرت له ملحمتا حوار مع أبي 1953 و البنت الجبلية 1958 و دواوين عام ولدت فيه 1950 و النجوم العالية 1962 و كتابات 1963 و نجم يحدث نجماً 1964 و السمراء 1966 و مسبحة السنين 1973 . كما نظم قصة شعرية بعنوان داغستان بلدي . و يتميز شعر حمزاتوف المكرس لحياة داغستان المعاصرة بالصبغة القومية الساطعة و النزعة الغنائية . في عام 1959 منح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان . كما منح جائزة لينين و أصبح منذ 1974 شاعر و بطل الإشتراكية و العمال
ترجمت قصائده ودواوينه وكتبه التي تربو على الأربعين كتابا إلي أغلب لغات العالم . وكان رسول حمزاتوف أحد الذين آمنوا بالاشتراكية بصدق ، فلما انهار الاتحاد السوفيتي وراحت الطعنات توجه إلي كل ما مضى من تاريخ وإنجازات وسلبيات ، وقف حمزاتوف يدافع عن نفسه وتاريخه قائلا : " لم تكن قصائدي عضوا في الحزب الشيوعي " . وفضل في سنواته الأخيرة أن يقيم في محج قلعة عاصمة بلده داغستان في بيت صغير من طابقين مع زوجته فاطمة . وكان أبناء وطنه إذا اقتربوا من الشوارع المحيطة ببيت حمزاتوف يشرعون في الحديث بصوت منخفض ، فإذا ارتفع صوت أحدهم . نهره الآخر قائلا : نحن بالقرب من بيت الشاعر .
و كان رسول حمزاتوف يحمل اغنيته معه اينما ذهب‚ ويوصي كل انسان بأن يحمل اغنيته معه اينما ذهب‚ فحملها ليس ثقيلا‚ اما الاغنية فهي الوطن الذي يغسل ندى صباحه البارد اقدام المتعبين‚ وتغسل مياه انهاره وسواقيه وجوه ابنائه‚ الاغنية هي الانسان‚ ينشدها شاعر يشعر بمسؤولية‚ ليس عن بلده فقط وانما عن كل شبر من الارض يعيش عليه انسان في هذا الكوكب .
في سنواته الأخيرة توفيت زوجته فاطمة ، وكانت سيدة جميلة ورقيقة . وتزايدت عليه وطأة مرض عصبي كالشلل الرعاش ، ولكنه لم يفقد روح المرح والحكمة والنبل . وهو القائل : " ظهرت لدينا في روسيا الآن ما يسمى بالسوق ، ودخلنا مرحلة من حرية الجوع الوحشية أصبحت فيها أسعار الطماطم أغلى من البشر ، وأصبح ممكنا شراء كل شيء في روسيا : الضمير والبطولة ، الموهبة والجمال ، الشعر والموسيقى ، الأرض والأمومة أحيانا . وقد بدل الكثيرون من مواقفهم . ربما يمكن للمرء أن يبدل قبعته ، ولكن لا يمكن لشخص شريف أن يبدل رأسه .
رحل حمزاتوف في 2003/11/3 عن عمر يناهز الثمانين عاما . وكان يبدو أنه شخص لا يرحل ، أولا يجوز أن يرحل ، أو لا يصح أن يرحل ، لأن رحيله يحدث خللا شديدا في موازين الخير والشر في العالم .
لقد توفي شاعر عظيم . كان يردد دائماً : " الحمد لله لا أحد يقول لي إنني عبقري لأن العباقرة هم أولئك الذين يفعلون ما يعجز الناس عن فعله " وقبل أن يموت بأيام قليلة قال حمزاتوف : " حياتي مسودة كنت أتمنى لو أن لدي الوقت لتصحيحها " .