منهل غانم
دوّن إذاً يا سيّدي
فأنا الشّهيد وحاملي هو قاتلي
لمّا دعاني واجب العرفان للوطن الذي
فيه ترعرعتم على كفّ التّعب
لبّيته ونسيْتُ ظلمي والأسى
فالجرح أمعن بالنّزيف ولم يعدْ
في حالتي يجدي العتب
أنا من بذلْتُ الرّوح فدوى تربةٍ
قد نُجّست من بعض أنجاس العرب
…
دوّن إذاً يا سيّدي
فأنا المُتابع نشرةَ الأخبار في دمع العيون
وأنا التحرّك في ثنايا الجائعين أنا السّكون
وأنا وساوس أمّكم إذ أجهضت
نوراً يراود حلمَها في أن نكون
وأنا بقايا الخوف في عيني أبٍ
يقتات جيباً فارغاً
ويخاف من أرض المعارك سيّدي
خبر المنون
….
دوّن إذاً يا سيّدي
إنّ الشّقاء ملازمٌ عمري المريرْ
وأبي فنى أيّامه حتّى أصيرْ
ما زلت أذكره يخاطب في كلام العاشقين بلادَهم
طفلاً صغيرْ
ما زلت أذكره يخاطب لوعتي
ويقول كم عدّيت أيام الشّقا
حتى تسير
…
دوّن إذاً يا سيّدي
فأنا الشّهيد كسرت قلب أحبّتي
وتناثرَ الجسمُ الكليمُ بغربتي
أمّاه يا أمّاه هاتي حضنَك
أستافُ دفءَ حنانه
فعساه يطفي لوعتي
…
دوّن إذاً يا سيّدي
فأنا المقاتل في دمائي كفرَهم حتّى الفناء
أردي الظّلام بمسحةٍ من نور أرض الأنبياء
فأنا الخلود بجنّتي يا سيّدي وأنا البقاء
أنا روح قدس عرّجت نحو السّماء
…
منهل غانم