غيب الموت اليوم الاثنين 4 كانون الثاني 2021 الملحن والموزع الموسيقي اللبناني الكبير الياس الرحباني عن عمر ناهز الـ 83 عاماً، إثر إصابته بوباء كورونا قبل أسبوع ، والفنان الراحل هو الشقيق الأصغر للأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني.
والراحل كاتب أغان، وقائد أوركسترا، لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة،2000 منها عربية، وألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلماً منها أفلام مصرية، وأيضاً لمسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو، من أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي وابتسامتي” وفيلم “حبيبتي” وفيلم “أجمل ايام حياتي” ومسلسل “عازف الليل“.
ولد الياس الرحباني في مدينة إنطلياس قضاء المتن في جبل لبنان عام 1938 ، تزوج من السيدة نينا خليل وله منها ولدان غسان وجاد المعروفان في مجال الفن وصناعة الموسيقى في لبنان والعالم العربي.
درس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية (1945 – 1958) والمعهد الوطني للموسيقى (1955 – 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.
أحب الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني .
في التاسعة عشرة من عمره (1957) أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته. لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك. وكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة له. وقد تخلى أستاذه عن تعليمه. لكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.
وفي العشرين من عمره (1958) استدعته إذاعة بي بي سي البريطانية بفرعها في لبنان وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، فكان ذلك أول عمل رسمي له .
كان عام 1962 محطة رئيسة في حياته؛ فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية “ما أحلاها” للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان.
بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضاً منتج موسيقي لدى شركات منتجة للإسطوانات. في 1976 سافر مع عائلته إلى باريس.
قدّم للعالم مئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن العشرين.
تلقى العديد من الجوائز، منها: جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية 1964، جائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، الجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، الجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا. وعام 2000 كرّمته جامعة بارينغتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وكذلك جامعة أستورياس في إسبانيا.
نُصّب عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، حين تأسيسها في 2004؛ لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة، بمبرر أن قرارات اتخذت بدون استشارته.
ألَّف عدة مسرحيات، منها: وادي شمسين، سفرة الأحلام، إيلا.
وفي مجال الشعر، صدر له كتاب نافذة العمر، عام 1996.
في 2001 قدّم نشيد الفرانكفونية كتحية لـ52 بلداً شارك في القمة الفرانكفونية التي عقدت في لبنان.
كما كتب ولحن مجموعة من الأغاني لعدد كبير من الفنانين المخضرمين اللبنانيين، أبرزهم فيروز، صباح، وديع الصافي، نصري شمس الدين، ملحم بركات، ماجدة الرومي وجوليا بطرس وغيرهم. وشكلت الأغاني التي لحنها وكتبها للسيدة فيروز بصمة في الذاكرة اللبنانية منها: “يا لور حبك، الأوضة المنسية، معك، يا طير الوروار، بيني وبينك، جينا الدار، يا اخوان، كان الزمان، كان عنا طاحون“ . كذلك لحّن إلياس العديد من أغاني الفنانة صباح، مثل كيف حالك يا أسمر، شفته بالقناطر، ياهلي يابا. وغنى من ألحانه وديع الصافي : قتلوني عيونا السود ، منقول خلصنا ، ولحن أغان لـ ملحم بركات ونصري شمس الدين وماجدة الرومي. كما تعاون مع عدد من مغني جيل أحدث، منهم جوليا بطرس وباسكال صقر.
إعداد : محمد عزوز
عن ( وكالات وصحف ومواقع )