هـل يمـكن أن نعتبـر كل من لايـزال في الخــندق الأمــريكي ، عميــل اسرائيــلي ؟؟ ]
[ مهما كان التناقض بيننا وبين النظام ، هو أقـل بألـف مرة من عدائنا للحلف الإسرائيلي ]
سجنت ، وجلدت ، وسرحت ، ولكن تعاليت على الجراح ، فالوطن أسمى من أي شخص
المحامي محمد مجسن
عنوان بدهي :
ـــــــــــــــــــ: [ ألا توجد ” اسرائيل ” في أي خندق توجد فيه أمريكا ]
ــــــــــــــــــــ: [ إذن يجــب أن يكـون الوطني ، في الـخـندق المقـابل ]
أسئلة تترَ ، يمكن أن تصل الألف .
على ماذا يبرر(المعارضون) مواقفهم حتى الآن ،؟
هل لاتزال أمريكا وحلفها وإسرائيل ، تقاتل من أجل تأبيد الديموقراطية في سورية ،؟
هل قتل الملايين من شعبي وتجويعه ، شرط لتحقيق الديموقراطية ،؟
هل تشريد الملايين من شعبي في كل أرض ، ضرورة من ضرورات الديموقراطية ،؟ .
سؤال ما قبل الأخير :
هل الاحتلال التركي ــ الأمريكي ــ الانفصالي الكردي ــ الارهاب الديني المتوحش ، للأراضي العربية السورية ، هو الطريق المأمول لتحقيق الديموقراطية ، ؟ .
هل تحدد الأجوبة الموضوعية مواقع ( المعارضين السوريين ) وتضعهم في أي خانة ؟ .
الســــــــــــــــــــــؤال الفصـــــــــــــــــــــــل :
وجهته لنفسي سابقاً ، عندما كنت أقود أكبر حزب معارض ضد سياسة النظام في سورية ، والذي دفعت ثمن ذلك [ سجناً مديداً ، وجلداً كثيراً حتى شارفت على الموت ، وتسريحاً من الوظيفة ، ( بكل صدق هذا أقل مما عانيت ) .
ولكن وبدون عناء ، عندما هاجم تتار العصر وطني ، بقيادة [ أمريكا ــ أوروبا ــ اسرائيل ــ تركيا ــ ملوك الخليج وأمرائه ــ الاسلام الأسود ] .
ــــــــ لم أتردد دقيقة واحدة ، في تحديد موقفي إلى جانب وطني وتناسيت عذاباتي الشخصية ـــــــ.
لأن تناقضي مع النظام مهما كان بليغاً .
هو أقل بألف مرة من عدائي مع أعداء وطني التاريخيين ، الذين مزقوا الأوطان ، وجهلوا ، وجوعوا ، الشعوب ، وزوروا التاريخ ، كما زوروا دين الأغلبية ، وهم الآن قادمون لتمزيق الممزق ، وتجزيئ المجزأ ، ليس لسورية فحسب ، بل لكل الدول العربية ، وغير العربية ، وتأمير اسرائيل على المنطقة .
وبنفس الصراحة والموضوعية لذلك أقول :
أنا أستغرب موقف الكثيرين من الذين كانوا محسوبين ، على الحركات السياسية التقدمية ، العقلانية ، من بعثيين سابقين ، وشيوعيين ، وقوميين عرب ، وناصريين ، وفنانين ، كيف تاهوا ، وسقطوا في أحبولة أمريكا ، العدو الأول لشعوبنا ، أليست المسؤولة عن تدمير العراق ، وليبيا ، أليست الحامي الأول للدولة الصهيونية ؟ ، عدونا الأول ؟؟ .
والمحزن أكثر أن الكثيرين منهم ، تراجعوا عن الاشتراكية ، وغادروا تاريخهم إلى اللبرالية الأمريكية ، ومنهم من عاد إلى المذهبية الضيقة ، ورفع شعار الاسلام هو الحل .
على ضوء ما تقدم نجمل القول :
نجد بعض العذر ، لبعض الجهلة الذي جرفتهم الغوغاء ، بعد أن غُيب وعيهم ، واستنفرت عواطفهم البهيمية ، ونجد بعض العذر ولوكان ضعيفاً ، لمن تأخر في فهم أبعاد الحرب وغاياتها ، لشهور ، أو لسنة ، ثم عاد والتحق بوطنه .
ولكن لا يمكن أن نغفر ، بل لا يجوز أن نغفر ، لكل من عمل سابقاً في الحقول السياسية ، المعرفية ، العقلانية ، التقدمية ، ولا يزال هناك بعد عشر سنوات ، ( هناك ) في الخندق الأمريكي ــ الاسرائيلي ، لأنه في أي خندق تتواجد فيه أمريكا ، تتواجد فيه اسرائيل حتماً .
فالروح الوطنية يجب أن تحتل المكانة العليا ، وعلى كل من يتمتع بحس وطني أن يتسامى ، فوق مصالحه الشخصية ، وحتى فوق عذاباته ، فالوطن أرفع من أي فرد مهما سما ، وأن لا ينظر للوطن من زاوية ضيقة ، بل عليه أن يشرئب ليرى الوطن في أفقه العالي ، المستقبلي ، التاريخي ، الجامع .
أليس من السهل على كل وطني مخلص عاقل ، أن يدرك أن هزيمة سورية تعني تمزيقها ؟؟ ، كما تعني سيطرة اسرائيل على المنطقة ، ألا يستحق هذا الواقع المفترض ، عودة العقل إلى الذين كانوا محسوبين على الوعي اليساري ؟ ، أم جرفتهم الغوغاء ، ودخلوا القطيع ، فنسوا تاريخهم ؟؟