يأخذ موضوع الهجوم الغوغائي على ما يسمى مبنى الكابتول او مجلس النواب الجزء الأكبر من تغطيات الإعلام العالمي أو الجزء الأكبر من الإعلام المعولم والذي كان أحد ادوات الامركة حقيقة وتسترت تحت غطاء ما سمي العولمة وردة الفعل من قبل جزء من البنى الأمريكية كذريعة لتحميل شخص مسؤولية الانحرافات الأمريكية عن المعايير الدولية للشعارات الجوفاء المطروحة و التي سخرت لها دول التحالف الامبريالي من ديمقراطية وقانون دولي وشرعية دولية وحقوق إنسان وعدالة إنسانية والغاية منها تضليل و خلق الصدامات وتشويه البنى و تهشيم المجتمعات و زيادة البؤس والألم لدول طالما حاول الإستعمار حصره وخنقه و طرده للخلف والتخلف وعرقلة نموه وتنميته و كل ذلك بحجج الحرية والليبرالية و الإصلاح الهيكلي و ترميم البنى و لتكون النتائج العودة لما قبل الجاهلية وهنا ندخل في عمق موضوعنا
هل ما قامت به الولايات المتحدة
من غزو استعماري و اسلحة ليبرالية سوداء وخنق اقتصادي وهذا المصطلح وادواته كان عنوان مقالة سابقة منذ حوالي شهرين بجريدة تشرين ولذلك لن نعيد تفاصيله إلا ما جددته دولة الاستكبار من تصريحات كونها تغدو لزيادة العقوبات و تقوية ادواتها لتمرير وبالتجويع و التفقير والقتل أجندات استعمارية جديدة.
هل ما قامت به هو سياسة فردية ترامبية أم كان ترامب هو المنفذ لسياسات عميقة وهل ردة الفعل ضد أتباع شخصية هوليودية حققت للولايات المتحدة مفاعيل مالية غبر إرهاب عالمي وسط تفرد مافيوي للدولة والتي سخرت الكل لتصل للقيادة المنفردة ووصلت ..الدولة التي ضللت الجميع بمصطلحات ومعايير جوفاء و تعمل كالحرباء
الدولة والتي اشعلت الحروب وأدارت الصراعات لمنع الحلول
وأستفاضت بالارهاب بكل أنواعه هل تفقير و تحويع و تصحير افغانستان و تدمير يوغسلافيا و حصار و قتل و تفقير وتهجير العراق وإغراقه بالديون و سرقة ثرواته وقتل سكانه أقل إرهابا من الهجوم الشعبي على الكابتول والذي ذهب ضحيته ٤ أم ان الدم الامريكي والمواطن الامريكي وو اغلى وأن دماء الآخرين لا قيمة لها
هل الحصار الظالم على سورية و العقوبات الارهابية والتي تتجاوز الشرعية الدولية والقانون الدولي و تخالف كل المبادىء الإنسانية و افقرت الاغلبية و جوعت وقللت الموارد وما نجم عنها من أمراض اقتصادية واجتماعية خطيرة نتيجة ما سميناه الخنق الإقتصادي لمنع شرايين الاقتصاد من العمل وقطع الهواء عن الجسم الاقتصادي وبالتالي محاولة قتل بلدان كاملة عبر التفقير والتجويع والتهجير وكل ذلك لفرض اجندات استراتيجتها استمرار الخنق والتبعية ومنع اي تقدم وحيوية
الم يسمع الشعب الأمريكي والغربي بما يحصل نتيجة الارهاب الاقتصادي المخالف لكل التشريعات والقوانين الدولية ونجم عنه قتل الملايين الم يسمعوا بمجاعة اطفال اليمن بحوالي ٥ ملايين جائع ومئات آلاف الموتى أم هؤلاء لا ينتمون للإنسانية.
ألم يسمعوا بما يتداول من تشديد عقوبات على سورية من اجل الخضوع لتدخلاتهم بما لا يحق لهم لتقسيمها و فرض أجنداتها ولإستمرار القتال والصراع لتتحول لدولة فاشلة لا نعرف هل هذا حق وحضارة وتطور ام ارهاب مزدوج فهو ارهاب متعدد الانواع وهو تجاوز للقوانين والتشريعات الدولية الناظمة لايقاع التوازن العالمي .
اليس هذا انتهاك لما يدعون تسميته حقوق تقرير المصير
بعرفهم باستثناء اعمال العنف ما قام به انصار ترامب هو حق التظاهر للتعبير عن حالات غش وخداع وتزوير من اجل تحميله ما نجم عن بلدهم من ارهاب من المؤكد لن يتراجعوا عنه ولكن سوف يغيرون قبعاته
ولكن الدفاع عن الاوطان ورفض تدخلاتهم الدموية وخنقهم اللا إنساني ومواجهة الإرهاب هو الإرهاب.
بنظرنا أي قتل خارج القانون إرهاب مهما كانت قومية و مذهب وجنسية القتيل ولكن بنظرهم هم والصهاينة شعب الله المختار.
أي ارهاب هذا من يفكر بزيادة الخنق الاقتصادي الارهابي لدولة لا علاقة لهم بها ومعها وهم في خضم صراع بربري غير متحضر مورست به كل اساليب منع الحريات كما وجدنا بقطع وسائل التواصل عن طرف واحد و تجيير الاعلام لفرض رؤية واحدة.
هذه الازدواجية ليست وليدة اليوم ولا الأمس ولكنها متجذرة منذ نشأة بلدهم والذي تشكل بمزج متعدد الجنسيات وليس وليد تواتر حضاري و مخزون معرفي وثقافي وقيمي كما هي البلدان التي سخروا كل ادواتهم العنفية لتدميرها و فصلها عن تاريخها و تكريس تبعيتها للقادمين الجدد.
اي دولة تفكر في خنق الآخرين بخنق اقتصادي ناجم عن زيادة الحصار و تقوية العقوبات وبلدها في ازمة سياسية و اخلاقية داخلية ..
من المؤكد هكذا دول تمارس الارهاب وتزيده لتخفي عوراتها و لتضلل بادعائاتها.
من الليبرالية المنافقة ذات المعايير والنتائج المتوحشة
لخنق اقتصادي يقضي على الخيارات و يقيد اي حرية تحاول أن تقوم بها دولة ذات سيادة ومن حقها أن تمنع اي آخر عن تقويضها .
من المؤكد أن هكذا دول مارقة تحاول ضبط بلدانها بنهب وسرقة وارهاب الآخرين لا يمكن أن تكون إلا عبر معايير كاذبة ومنافقة وخانقة.
ولكن مهما زاد خناقهم و تضاعف ارهابهم سيكون طريق الخلاص اقرب ومن صبر وتحمل عشرة سنين لن يصعب عليه تحمل عدة شهور.
مهما طغت وتجبرت دولة الخنق الاقتصادي لن تستطيع قتل شعب متحصن بتاريخ عميق وحضارات متعاقبة ومعارف ما زالت تبني حضارات العالم و لن تستطع نسيان قوة و إرادة خالق وناظم الحياة و الكون..
الدكتور سنان علي ديب