أمريكا لا تعـيش بـدون حروب ، وقـف الحروب ، يؤدي إلى فكفكة بنيتها الاجتماعية
ترامب التـاجر ، بنُ أمريكا المـأزومة ، ظَـهَّرَ وجــه أمريكا الحقيقي ، وأزال القـناع
لن يكون هناك تغيير جوهري ، كما ولن يتمكن بايدن ، من اعادة أمريكا إلى توازنها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أعتقد أن أحداً يجادل في ان الولايات المتحدة تعيش أزمة ، اجتماعية ــ سياسية ــ عسكرية ، من قبل مجيء ترامب ، وما انتخابه بحد ذاته إلا تعبيراً عن تلك الأزمة ، ، أي أن المجتمع الأمريكي المأزوم هو من انتخب ترامب التاجر ، الرئيس الأول الذي لم يأت من الندوة السياسية ، بل جاء من المؤسسة التجارية ، فتعامل مع السياسة الداخلية والخارجية كتاجر جشع ، تخلى عن جميع المعايير الانسانية .
لذلك يكون ترامب بنُ أمريكا المأزومة ، جاء ليمثل وجهها الحقيقي ، ويؤكد هويتها الفعلية ، الذي كان الاعلام الأمريكي ـــ الغربي يحاول اخفاءها ، بمزاعم كاذبه ، وقال لنا أمريكا ، لا تعيش بدون حروب ، حروب الموت للسيطرة على مقدرات الشعوب ، كتاجر فاجر ، محتكر .
ويزعمون أن [همها نشر الديموقراطية في العالم ، وحماية حقوق الانسان ] ، ما هذا الهراء المفضوح .
كيف كان حال افغانستان قبل الحرب الأمريكية ـــ الأوروبية ؟ .
هل مناصرة الكيان الصهيوني المغتصب ، القاتل ، على حساب الشعب العربي الفلسطيني ، المظلوم صاحب الأرض ، هو انتصار للديموقراطية ؟ .
هل حماية النظام السعودي ، أسوأ نظام في العالم ، لأنه نظام ديموقراطي ، أم من أجل ثروته ؟ أم هو شرط للديموقراطية الأمريكية ؟ .
فلنخرج من هذه الأكذوبة ، التي عممها الغرب المتوحش ، واعتمدناها على عواهنها .
ونصرخ هذا الغرب التي باتت أمريكا هي الحاكم بأمره ، هو من اغتال الديموقراطية ، وحرية الشعوب ، وغدر بمسار حضارة البشرية ، وسرقها ، وحرفها ، واستثمرها لنفسه .
فبدلاً من اعتماد المسار الانساني ، القاضي برفع مستوى البشرية كلها ، اعتمد الحروب كطريق للسيطرة ، من خلال القتل الدائم ، والنهب الدائم ، وتحويل الجنوب إلى حالة المرض ، والعوز ، وإتخام شركات الشمال بمال وطاقات الجنوب ،هذا الغرب وبكل دقة بات يشكل خطراً على سكانه ، لأنه يأخذهم من القيم الانسانية إلى التشيؤ.
لذلك يكون كل ما فعله ( ترامب التاجر) ، أنه أماط اللثام عن وجه أمريكا الحقيقي ، وأظهره للعالم إنه وجه قبيح عنصري ، يتعامل بالسياسة ، من خلال اخضاع البلدان ، وقتل الشعوب ، لتحقيق الربح .
لذلك ولما كان هذا الغرب لا يمكن ان يستمر بدون حروب ، لأن الحروب هي الطريق الوحيد والأوحد ، لتراكم الثروات عند شركاته الاحتكارية ، وكنت قد أكدت في أكثر من مقال أن الحروب الكبيرة ، لم تعد ممكنه ، لعدم قدرة المبادر إلى الحرب ذاته ، مهما كان قوياً لأنه لا يتحمل خسائرها .
لذلك كان تعثر الحرب الأمريكية في سورية ، ووقف هجمتها باتجاه الشرق ، ووقف مشروعها الذي كان يقضي ، بإغلاق البوابة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ، أمام دول القطب المشرقي الصاعد ، يكون قد خسر حلمه .
هذا الحائط الذي وصلت له أمريكا في الشرق ، أسهم جدياً بتعميق الأزمة الكامنة ، التي بدأت تتفاعل ، والتي أخذت أبعاداً لم تعرف عن المجتمع الأمريكي سابقاً ، بالإضافة إلى الفلتان الأمني ، الذي يحدث لأول مرة ، بهذه القوة ، حتى وصل الأمر إلى الدخول إلى الكبتول .
هذا الواقع الجديد الذي وصلت له أمريكا ، سيضع (بايدن ) أمام امتحان تاريخي صعب ، وعليه اختيار واحد من طريقين :
1ـــ ان انتهج التعامل مع الشعوب ، من خلال سياسة الحروب ، يكون قد سار في نفس الدرب الأمريكي القديم الذي أُغْلِقَ ، وأخذ معه أمريكا إلى أزمات أكبر ، قد تقود إلى تفككها .
2ـــ وإن أَدركَ أن الحروب الكبيرة ، لم تعد ممكنه ، لأن الكل خاسر ، وانتهج سياسة الحوار ، والتعاون ، لحل القضايا المعلقة مع الدول الأخرى ، يمكن عندها أن يفلح في وضع أمريكا أمام بوابتها الانسانية الجديدة .
[ ولكن أثق أن بايدن العجوز ، لن يكون قادراً على تحقيق هذه النقلة التاريخية ، لكنه سيكون البادئ في التمهيد لها ، لأن المستقبل يفرضها ]