ورحل الصديق الشاعر المهندس نزيه صقر
قبل أيام كنت أعرف أنه مريض ، وأنه هذا الوباء اللعين ( كورونا )
ولم نكن نستطيع الاتصال به
وكنا ندعو له بالشفاء .. ننتظر أن نهنئه بالسلامة
فنزيه قوي بما يكفي لتجاوز المرض
لكنها الحقيقة المؤلمة ، إنه زمن الفقد ، فماذا نحن فاعلون ؟
يصلني فجر هذا اليوم الإثنين نبأ الرحيل عبر صفحات الأصدقاء ، وخاصة عبر صديقنا المشترك ورفيق عمره الصديق مهتدي مصطفى غالب .. حيث جمعتهما كلية الهندسة الزراعية بجامعة حلب قبل أكثر من أربعين عاما .
صدمت عند الفجر الذي أستثمره بسبب وضع الكهرباء ، وارتبكت ، أربكتني دموع يحرضها الفقد فتنهمر دون أي رادع.
فعلاقتي بالصديق الراحل الشاعر نزيه صقر تمتد ما يقرب من 20 سنة ، منذ بدأ يزورنا في سلمية ، مدعواً ، للمشاركة في أمسيات ومهرجانات أدبية ( صالة الكرماني – المركز الثقافي – الجمعيات الأهلية – صالون محمد عزوز الأدبي وغيرها ) أو زائراًبحكم الصداقة .
علاقة بدأت كي تتوطد ، وتتحول إلى صداقة ، وهي وإن قيدتها ظروف الوطن خلال العشر سنوات الأخيرة ، بسبب إقامته في عين الكروم والسقيلبية بمنطقة الغاب ، إلا أن الود ظل عامراً ، نتصل هاتفياً كي نطمئن ، خاصة أن منطقته ظلت ساخنة فترة طويلة من الزمن .
نجا من ويلات الحرب ، لكن هذا الوباء تمكن منه .
كتب على صفحته في 13 يناير أي قبل أيام ( لاشيء سوى الصحة .. ادعوا لنا بالسلامة ) ولم تنفع دعواتنا .
رحل دون وداع وهو يعاني من ألم ممض
لم يبق لنا سوى أن نبكيك صديقنا العزيز ، ونحن نستذكر تلك اللقاءت الجميلة التي كان يرافقك فيها صديقنا المشترك سمير سنكري مد الله في عمره ، والحوارات النقية .
لا تحزن يا صديقي وأنت في عليائك ، أنت معنا حيث نكون ، في كل أمسياتنا ، ونشاطاتنا الأدبية ، حاضر بزخم كبير وإن غبت جسدا .
الراحل نزيه ابراهيم صقر مهندس زراعي متخرج من جامعة حلب ، عمل موظفاً لفترة ثم تفرغ للعمل الخاص في صيدلية زراعية .
كان للأدب والثقافة حضورهما في حياته ، كتب قصيدة النثر والقصة القصيرة ، أصدر ثلاث مجموعات شعرية هي على التوالي ( كلمات للريح 2008 – أنين الحروف 2009 – بكاء النخيل 2011 )
شارك في أمسيات ونشاطات أدبية في منابر الثقافة السورية ، نشر بعض نتاجه في الصحافة الورقية والإلكترونية ، كان معنا في منتديات أدبية ألكترونية متعددة .
كنا ننتظر الكثير ، لكن القدر لم يمهله فرحل الليلة السابقة 31 كانون الثاني 2021 .
محمد عزوز