مسافرةٌ أنا
عبر المدى
والكون آفاقي
وقلبي مركبٌ أضناهُ تَرحالي
وأوجعه طريقٌ كلُّهُ حفرٌ
وحطّمَ نبضه الباقي
وأدماني وأرّقني
ومزّق كل أوراقي
توالى الهمُّ أكواماً
على قلبي
بعكس الريح ألقاني
دروبي كلها تاهت
وروحي في الهوى ضاعت
وليلي طال حتى صار
لا يُدرى
أبعد الليل تشرق شمس دنيانا
ونور الفجر يلقانا
وتصبح نوبة الأحزان أحياناً وأحيانا
أم الليل البهيمُ أصرَّ
أنْ يبقى .
وإنْ يرحلْ
سيأتي بعده ليلٌ
ويأتي بعد هذا الليل ليلٌ آخرٌ
أقسى وأظلمُ من
ليالٍ قبلَهُ
يا عمرُ ماذا قد جنيتُ
ليحتويني كل هذا البؤسِ
والتعذيب والبلوى
حياتي أصبحت قطعاً من الألمِ
ولن تبقى تفيد بروحيَ النجوى .
مسافرةٌ
وكل موانئ الدنيا
أبتْ ترسو بها سفني
ولم أجد المطار ال فيه
أمضي داخلاً مدني
وكل الوقت لا يكفي
لأحسب ضمنه زمني
مسافرةٌ
كما نهرٍ
بصمتٍ يقطع الآفاق والمدنا
يوزع خيره للناس
حباً فرحةً وسنا
يبثُّ النور
يحيي الأرض
لم يتعبْ
وما وَهَنا
يظنُّ الناس أنَّ السعدَ عالمُهُ
ولا يدرون أنّ بكاءَه سراً
يكاد يمزّق الدنيا
أسىً وعنا
وأنّ الحزن في جنبيهِ
مثلُ العشبِ فيه امتدَّ
ثمَّ نما ..
وتلكَ أنا .