غيب الموت أمس الجمعة 26 فبراير 2021 د. وطفاء حمادة أستاذة النقد المسرحي في كلّية الآداب في الجامعة اللبنانية، وفي المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وعضوة «تجمّع الباحثات اللبنانيات» بفعل مضاعفات فيروس كورونا.
والراحلة من بين أبرز الأسماء النقدية في المسرح العربي منذ تسعينيات القرن الماضي.
ولها الكثيرمن الدراسات حول المسرح وتأصيل الهوية العربية، والمسرح الجامعي، ومسرح الجيل الأكاديمي الجديد، والنسوية في المسرح.
ولها مؤلّفات عديدة أغنت المكتبة العربية في ميدان الأدب النقدي والبحثي المسرحي، منها :
«المرأة والمسرح في لبنان»، «السير الشفوية للمرأة الفنانة ومسارات التطور»، «الشباب المسرحي العربي المهاجر بين الأنا والآخر»، «سقوط المحرمات: ملامح نسويّة عربيّة في النقد المسرحي»، “ثقافة الشباب ومصادرها الرقمية، “الخطاب المسرحي في العالم العربي”، و”المرأة والمسرح في لبنان”، و”التراث: أثره وتوظيفه في مسرح توفيق الحكيم”. وصولاً إلى كتابها الأخير الصادر عن دار التنوير 2020 «المواطنة وتجلياتها في الفنون البصرية والمشهدية رؤية الشباب اللبناني». أشارت حمادة في كتابها هذا إلى العديد من العوائق التي تعيق تحقيق مواطنية كاملة، أولها الطائفية التي تعزّز مكانة الزعيم وتروّض المواطن، وتحرمه صفة المواطنة لقاء انتمائه الطائفي الذي يكرّس زعامة زعيم الطائفة.
من موقعها كناقدة لأول فن قائم على الحوار والديمقراطية والفضاء المشترك، وضعت إصبعها مباشرة على الجرح: «بسلاسة صار اللبناني كائناً طائفيّاً، غافلاً عن حقوقه كمواطن، إذ جعله زعماء الطوائف تابعاً لهم، وصارت مستلزماته المعيشية وحقوقه في كل المجالات الوظيفية وغيرها، خاضعة لسياسات الزعيم ورضاه».
لذلك أصرّت أن تقطع الشوط ذهاباً وإياباً بين المسرح والسياسة منطلقة من الإشكاليات الراهنة مثل كيفية بناء المواطنة لمواجهة الانتماء إلى الطائفة، وتحقيق العدالة في لبنان، وكيفية ترسيخ مفهومها في فنون الشباب.
وقد فازت بجائزة البحث العلمي من مؤسسة بحر الثقافة عن بحثها: ”المقاربة النسوية لشخصية المرأة في سيرة بني هلال“.
برحيل وطفاء حمادة، خسر المسرح اللبناني روحاً عشقت «الاختيال على الخشبة».
إعداد : محمد عزوز
(عن صحف ومواقع )