كيف هو حال المعارضة السورية ،؟ بعد عشر من السنوات ،؟ وأين باتت مواقعها ؟
صناعة مَنْ ؟ ومَنْ هي المدارس التي ساهمت بتأسيسها ، ومن أين استقت فلسفتها ؟
هل لاتزال أحلامـها في حجـومها ، أم انكـمشت حد التلاشي ، وحل محلها التـلاعن ؟
المحامي محمد محسن
هل نبالغ إذا قلنا أن المعارضة السورية قد خرجت عن كل الأعراف ، والمفاهيم ، والمعايير ، المألوفة ، في قواميس المعارضات السياسية العالمية ؟
لأنها أسست مدرسة (جديدة) ، لتدريب المعارضات في العالم ؟ .
مدرسة شرعنت للمعارضات المستقبلية ، ضرورة الالتحاق بالقوى المعادية القادمة لتدمير أوطانها ، والاندماج بها ، ولا بأس ، بل يجب أن تلعب دور رأس الحربة ، في تدمير أوطانها ، وقتل شعوبها ، تنفيذاً لمصالح الأعداء المهاجمين ؟ .
أم أن نسقاً منها قد تَلَقَّ دروساً ، من المخططين الاستراتيجيين للثورات المخملية ، والملونة ، التي بدأت في أوروبا الشرقية ، وفتتت ( يوغسلافيا تيتو العظيم ) ، وحاولت تحريك الثورات الملونه في ( جورجيا ، اوكرانيا ) لتشاغل روسيا بعد يلسن ؟.
ولكن من المؤكد أن نسقاً منها قد تتلمذ على يد (اسامة بن لادن ، وطالبان) ، أبناء مدرسة فقه بن تيمية (الوهابية ، والإخوانية ) ، في افغانستان ، الذي استثمرته أمريكا ضد السوفييت ، فتحول إلى وباء ؟
لكن الغريب الطريقة التي قامت بها أمريكا بدمج المدرستين ، مدرسة ( الثورات المخملية ، والملونة ) مع مدرسة ( القاعدة ، وداعش ) ، فاستولدت ( الربيع العربي الأسود ) ، الذي ولد بجسد انسان ، وبعقل سلفي متوحش قاتل . وهو مدرسة المعارضة السورية .
لكن الأغرب الذي لم يحدث نظيره في التاريخ الحديث ، أن الأنساق والمدارس التي تلاقت ، وتحالفت ، واشتركت ، في القتال ضد الوطن الذي كان وطنها ، من خلال (الربيع العربي) ، اشتركت فيها جميع الأطياف السياسية والدينية في بلادنا ، من أقصى اليسار الشيوعي ، مروراً بالقومي ، وصولاً إلى الإسلام السلفي الأصولي القاتل ، وهذا لعمري سابقة لم يتحدث التاريخ عن مثيلها ، ؟؟
ووجه الغرابة ، أن المعارضين اليساريين تخلوا عن هوياتهم اليسارية السابقة ، وتنكروا لها ، وسرعان ما اندمجوا مع القطعان الأصولية السلفية ، التي استجلبت المقاتلين السلفيين ، من كل العشوائيات الاسلامية من كل دول العالم ، حتى من الصين .
حيث فهموا حديث الرسول العربي ( بالمقلوب ) فعكسوه ، فبدلاً من (خذوا العلم ولو في الصين ) ، قالوا خذوا ( الوحوش القتلة ولو من الصين ) .
هذه الخلطة الفريدة قد ساهمت في تشكيلها ، المخابرات الأمريكية ــ الأوروبية ــ الاسرائيلية ــ الخليجية ، أما المال فكان جله من الممالك النفطية في الخليج ، ولن ننسى تركيا الإخوانية التي ساهمت بشكل فعال في الدورين .
نعم التوحش الاسلامي السلفي الأصولي ، الذي صنعته أمريكا وحلفائها وتابعيها ، واندمجت فيه المعارضة السورية ، بل أصبحت جزءاً منه ، أصبح وباءً مهدداً لجميع شعوب العالم ، وهو يتلهى الآن في سورية والعراق ، ولكن طريقه سيكون الممالك الخليجية الهشة ، وبلاد ( الفرنجة الكافرة ) .
لذلك نؤكد على أن تَفَرُّدُ القطب الأمريكي قطب الحروب والعدوان ، بات يهدد الحضارة الإنسانية ، لأن همه السيطرة ، من خلال أية أداة مهما كانت متوحشة .
ولذلك ومن خلال فلسفته السياسية المتوحشة هذه ، التي دفعته للتغول في صناعة هذا الوباء ، الذي بات يهدد العالم .
نطـــــــــــرح الســـــــــــــؤال الأهــــــــــــــــم ؟
هل ارتوت المعارضة السورية القاتلة من دماء السوريين ؟ ومن حجم الدمار الهائل الذي حل بالوطن الذي كان وطنها ، والذي لم يحدث مثيله في ألمانيا زمن الحرب العالمية الثانية ؟ ، أم لازالت أشداقها تفرز سماً قاتلاً ورغبة في مزيد من القتل ؟.
لا لم يرتووا ؟؟ . ولقد عبروا عن ذلك بوقاحة المتشفي ، في توقيعهم على ( مناشدة بايدن بعدم رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العربي في سورية ) ، امعاناً في تجويع الشعب الصامد .
نخـــــــــــــــــــــــــتم .
كل معارض لم يؤوب إلى عقله ، ويعلن توبته ، ويدين مواقفه العدوانية ضد شعبه ، حتى الآن ، وبعد الذي حدث ، ويحدث في سورية ، بات ملعوناً ملعوناً ، ويتحمل وزر ما حدث في سورية ، مع كل القطعان ( المعارضة ) مادياً ، أو معنوياً .