رحل عن عالمنا يوم الخميس 18 مارس 2021 الناقد والأكاديمي وأستاذ علم نفس الإبداع، د. شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق عن 66 عاماً ، جراء إصابته بفيروس «كورونا»، وقد نعاه الوسط الثقافي المصري وزملاؤه في أكاديمية الفنون، حيث وافته المنية في المستشفى، الذي نقل إليه منذ أسبوع، لتلقي الرعاية المكثفة تحت أجهزة التنفس، بعد تفاقم حالته الصحية.
والراحل د. شاكر عبد الحميد، أحد أبرز الأصوات النقدية والعلمية الرصينة المعروفة في الوسط الثقافي العربي والمصري على السواء، وأحد أهم الأساتذة الذين لعبوا دوراً بارزاً في التأصيل لمدرسة علمية خالصة في علم نفس الإبداع، وله جهود بارزة في النقد الأدبي والفنون التشكيلية.
والراحل من مواليد العام 1952، بمحافظة أسيوط، وبدأ مشروعه الثقافي من الماجستير التي حازها من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه، في تخصص دقيق يجمع بين علم النفس والإبداع بكافة فنونه وقد سافر للعمل أستاذاً للدراسات العليا في عدة جامعات خليجية، في عمان والبحرين .
وكان الراحل من كبار النقاد الذين أسهموا بنصيب وافر في إثراء المشهد النقدي بمقارباته للرواية والقصة والشعر، وكتب عن العملية الإبداعية في التصوير، وعن عصر الصورة، والفكاهة والضحك.. كما كتب عن الحلم والرمز والأسطورة، والموت في قصص بهاء طاهر، وغيرها من الدراسات العلمية والنقدية المهمة.
شغل د. شاكر عبد الحميد، منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر، كما شغل منصب نائب رئيس أكاديمية الفنون السابق (2003-2005)، ومدير برنامج تنمية (تربية) الموهوبين بكلية الدراسات العليا بالبحرين بجامعة الخليج العربي (2005-2011م)، وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة، ووزيراً للثقافة في حكومة الجنزوري.
وللراحل عدة كتب ما بين مترجم ومؤلف، يصل عددها إلى حوالي 65 كتاباً، منها «العملية الإبداعية في التصوير»، و«السهم والشهاب»، و«دراسات نفسية في التذوق الفني»، و«الأسس النفسية للإبداع الأدبي في القصة القصيرة»، و«الأدب والجنون»، و«الحلم والرمز والأسطورة»، و”التفضيل الجمالى ..دراسة في سيكولوجية التذوق الفني»، و«آليات الإبداع ومعوقاته في العلوم الاجتماعية»، و«الفنون البصرية وعبقرية الإدراك»، و«الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي»،«عصر الصورة.. الإيجابيات والسلبيات»«الغرابة في الفن»، «الفكاهة والضحك»، .. وغيرها.
وقد شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والنقدية بمصر والدول العربية، وتولى رئاسة تحرير العديد من المطبوعات والدوريات المهمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ونال العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته العلمية الطويلة، منها جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية عام 2003، وجائزة شومان للعلماء العرب الشبان في العلوم الإنسانية التي تمنحها مؤسسة عبد الحميد شومان الأردنية عام 1990، وجائزة الشيخ زايد ، وقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بتكريمه مؤخراً ومنحه درع الهيئة تقديراً لجهوده وإنجازاته العلمية.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )