رحل صباح أمس الإثنين 22 آذار 2021 الشاعر اللبناني والصحافي في أسرة “اندبندنت عربية” جوزيف دعبول عن 62 سنة، بعد ذبحة قلبية مفاجئة.
ولد دعبول في قضاء عكار شمال لبنان عام 1959، وحصل على إجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية.
بدأ مسيرته المهنية في التعليم ثم انتقل للعمل الصحافي في مجلة “المسيرة” وبعدها في جريدة “الحياة” اللندنية، وبعد إقفالها، انتقل للعمل في “اندبندنت عربية” عام 2019 كمدقق لغوي.
من يعرف جوزيف دعبول، كما يطلق عليه زملاؤه في المكتب، يدرك مدى عشقه للمفردات، يتعامل مع النص على أنه طفل صغير، يجب الاهتمام والاعتناء به.
يبحث دوماً عمّا هو جديد في اللغة، يغوص في أعماقها لسبر أغوارها، ويبتسم مع كل جملة يطلع عليها. قضى دعبول حياته بين الكتب والمجلات، ولذلك حين قرّر مشاركة القراء تجربته الشعرية، كانت مختلفة وأنيقة.
كتب عن الحب بطريقة سحرية، وتخيّل حياة وعاشها، بعيداً من واقعه المرير، ورسم بمفرداته حرية بلا عادات أو تقاليد.
صدر له ثلاثة دواوين شعرية هي “الأخبل” و”البحر وردة الرؤيا” و”ألهو بوريقاتي”، الذي ترجم إلى الفارسية. تزخر جملته الشعرية بكثافة الصور التي تتضمنها، والجهد الواضح فيها لتمييز نبرته اللغوية، كما يظهر فيها أيضاً الحب والغضب والحياة والتهكم والأمل والفرح والنشوة والمغامرة.
وأحدث قصيدة كتبها، كانت قبل وفاته بقليل وخصّ بها والدته بمناسبة عيد الأم:
“أمي شعور مرتبك، وعقدة اضطهاد، شتائم، وصلبان على امتداد ساحل بيروت إلى المقبرة، وأوصدتِ بابها، ولم تخرجي؟ الشجرة أمام البيت العتيق أثمرت رغم شح المياه يا أمي! فقلتِ إن موتكِ أفضل، وكم اعتذرتُ لعينيكِ المغمضتين كشمسٍ بردت في العراء، فقراتي تتفتت، أسناني تتساقط، وأرفع يديّ عارياً أمام ثلج ينهمر من شراييني، أمي، لم أستطع استعادتكِ، ولم تمشِ الكنيسة إلينا ولم يشعَّ الله!”.
إعداد : محمد عزوز
عن ( وكالات وصحف )