حضرت في إحدى السنوات محاضرة بعنوان الثقافة،
طبعاً تجشم المحاضر عناء البحث عن كل التعاريف التي نشرت على محركات البحث
ساقها أمامنا وكأننا تلامذة في صفوف تعليمية متوسطة
أنهى محاضرته الرهيبة
لاقف وقفة اتهام صريح وواضح
قلت بعد أهلا بك، ما سمعناه منك ليس محاضرة
بل تجميع لمقولات
ولكل منا تعريفه الخاص عن الثقافة
وطال الحديث وطبعاً خرج ممتعضا مني ولست بنادمة
كيف ساطلق على شخص أنه مثقف ان لم يكن له فيما يقول اثر محرك على أرض الواضع
نحن لسنا بحاجة لثقافة منابر أو أمجاد شخصية
نحن بأمس الحاجة للثقافة التي يتكئ عليها الإنسان ليس في تحصيله العلمي فقط بل في سلوكياته اليومية وتعاطيه مع الناس والمحيط والمستجد
الثقافة حصن كما هي غذاء مهم جداو
ونحن بحاجة لمثقفين ينزلون من برجهم العاجي المتعالي
ليكونوا فعلاً جميلاً وأثراو مجتمعياً فكرياو
ستبقى ثقافتنا مع مجملها ثقافة منابر وحناجر أن لم يعي حاملوا الفكر والمفوهون منهم أنهم ان تعالوا سقطوا وانتهت مهمتهم وبات دورهم صفراً
عليهم أن يعوا أن الثقافة بناء مجتمعي وفعل أخلاقي
منيرة أحمد – سورية – نفحات القلم- مجلة كواليس
