في الخامس من ك1 2013 توفي الكاتب و الفيلسوف البريطاني كولن ولسون عن عمر يناهز الثانية والثمانين .
وفي حزيران 2012 ، تعرّض كولن ولسون إلى جلطة و لم يعد قادرا على التحدث. إلى أن توفي في المستشفى وكانت زوجته جوي و ابنته سالي إلى جانبه .
كان كولن ولسون من اكثر كتّاب القرن العشرين غزارة و انتقائية. ففي اكثر من 150 كتابا و عدد لا يحصى من المقالات و المساهمات، نشرت على مدى خمسين عاما ، كان ولسون يغطي مواضيع متنوعة بتنوع الوجودية و الروحانيات و الغيب و الدين والسيروالعديد من السير الذاتية، لكن يبقى كتابه الرائد عن الوجودية و التفكير الإبداعي – اللامنتمي – المنشور عام 1956 الذي حظي بإشادة الكثير من النقاد، هو اكثر أعماله شهرة .
ولد ولسون في ليسستر في السادس والعشرين من حزيران عام 1931 لرجل يعمل صانعا للأحذية. ترك المدرسة في سن السادسة عشرة، وعلى مدى السنوات الثمانية اللاحقة عمل في مهن مختلفة غير ماهرة في الوقت الذي كان مستمرا فيه على الكتابة . منذ سن الثانية عشرة كان منشغلا بالسؤال عن معنى وجود الإنسان و في سن الرابعة عشرة قرأ كتاب جورج برنارد شو " الإنسان و الإنسان الخارق " الذي أدرك منه بانه كما يقول " ليس أول إنسان يسأل هذا السؤال ".
من خلال معيشته القاسية في هامبستيد هيث و عمله في مقهى و قضاء أيامه في صالة القراءة بالمتحف البريطاني ، كان يحاول ان يكتب رواية ما عندما راودته الخطوط العامة لكتاب اللامنتمي .
وعندما أتم الكتاب وافق الناشر فورا على الكتاب الذي نشر في 26 مايس 1956 ، و بيعت 5 آلاف نسخة من الطبعة الأولى في يوم واحد .
ثم ظهرت كتب ( الدين ) و ( الثورة ) عام 1957 ، ورواية ( طقوس في الظلام) 1959
وكتاب " قوة على الحلم " لعام 1962 – و هو دراسة عن الخيال في الأدب
في مقدمته لكتاب " الوجودية الجديدة " لعام 1966 ، يعود ولسون إلى مواضيع اللامنتمي
بحدود نهاية سنوات الستينات، قام ناشر أميركي بتكليف ولسون بتأليف كتاب عن الغيب. هذا الأمر أخذه إلى اتجاه جديد ، إلى عوالم الغيب و التاريخ البديل ، في وقت كانت هناك اهتمامات كبيرة بمواضيع العصر الجديد. فكان كتاب " الغيبيات : تاريخها " عام 1971 ، بعد ذلك نشأ لديه اهتمام بالجريمة ، خاصة علم نفس القتل ؛ وواصلت كتبه اللاحقة مسيرها لكنها جميعا تمس بشكل أو بآخر ما أسماه " قوة العقل الغريبة التي لا نفهمها إلا بصعوبة "