إلى من زحفوا أبطالاً وارتقوا شهداءً فاتحدوا بالنورِ الكلي
هزَّتْ شهادتُكَ عروشَ ملوكِهمْ
وسموْتُ في قِممِ السّماكِ الأعزلِ
حلّقْتَ مِنْ فوقِ الشّواهقِ شامخاً
يا كبرياءَ النّسرِ , شوطَ الأجدلِ!*
منْ وجهِكَ الضّائي نُنيرُ دروبَنا
نعشو على نورِ الشهيدِ الأمثل
زحفاً على تلكَ البطاحِ إلى العُلا
يا خندقَ المجدِ القديمِ الأوّلِ
سترَوْنَ – يا أوغادُ – فِعلَ دمائهِ
عمّا قريبٍ في القريبِ الأعجَلِ
سترَونَ راياتِ الحُسينِ على الذُّرا
وأنوفُكمْ تحتَ الحضيضِ الأسفلِ
هذا سُليمانٌ على عرشِ الفِدا*
مِنْ بعدِ ما نطقَ القضاءُ : ترجّلِ
ولسوفَ تبكي صهوةُ الخيلِ الفتى
ولسوف تذكرُهُ بشوطٍ مُقبلِ
*الصقر وجمعه أجادلٌ
*الشهيد قاسم سُليماني استشهد هذا البطل فجر الجمعة 3/1/2020
ولسوفَ نثبتُ للوجودِ بأنّهُ
عن صهوةِ الأمجادِ لمّا ينزلِ
من سارَ في دربِ الحُسينِ فإنّهُ
باقٍ هنا بعيونِنا لم يرحلِ
ولنا بهِ في كلِّ ساحٍ قدوةٌ
أو هبوةٌ في كلِّ زحفٍ جحفلِ
سنُذيقكمْ من بعدِ ذلِّ خنوعِكم
ذلَّ الهزائمِ في الحضيضِ الموُحِلِ
سنُذيقكمْ مُرَّ العذاب مُضاعَفاً
نُصلي بكمْ نيرانَ حقدِ المِرجَلِ
سنُعيدُ للشّرقِ الجميلِ شروقَهُ
وغيومُهم عمّا قليلٍ تنجلي
سنُنيرُ في عتمِ الدُّهورِ صباحَها
سنعودُ قصفاً كالقضاءِ المُنزلِ
ويزغردُ الشُّحرورُ في وديانِنا
وحقولُنا تزهو بِبُردِ السُّنبلِ
ونعيدُ للأقصى عبيرَ أذانِهِ
ياسين عزيز حمود