بعلم السياسة : ماذا نسمي المعارضة التي خرجت على وطنها ، وقاتلت مع العدو ؟
ما هو توصيفها من وطنها ، وموقعها من الدول التي قاتلـت معها ، أو تخادمت معها
ألم تكن (اسرائيل) مع المعسكر المهاجم ، إذن من التحق بالعدو ، كان مع (اسرائيل)
بقلم المحامي : محمد محسن
بحثنا كثيراً في قاموس السياسة ، لم نجد تعريفاً تنضوي تحته المعارضة السورية ، بعد أن خرجت على وطنها ، وتعاونت مع العدو المهاجم على قتل شعبها ، وتدمير الوطن الذي كان وطنها .
لأن المتعارف عليه عالمياً ، أن المعارضات الوطنية ، تتعارض مع حكوماتها على برامج اقتصادية ــ سياسية ــ اجتماعية ، والفيصل بينهما المجتمع ، والقوانين المرعية الإجراء .
أما المعارضة السورية فلقد خرجت على وطنها ، لتتعاون مع المعتدي المهاجم ، بعضها حمل السلاح ، جنباً إلى جنب معه ، وقاتل ، وذبح ، ودمر ، والبعض الآخر ساهم في التحريض ، أما(المثقفين القشريين) فلقد نهضوا بالحرب النفسية بكل نشاط ، من خلال آلاف المحطات ، والمواقع الإعلامية .
بذلك تكون المعارضة السورية ، قد خرجت نهائياً من مفهوم المعارضة ، إلى مفهوم [ العمالة ] ، لأنها تقاتل مع العدو ، وتمول منه ، وتقيم على أرضه ، أو تتجسس لمصلحته على الشعب الذي كان شعبها .
ومما أفاض في حقيقة توصيفها هذا وأكده ، أن يمتد موقفها المعادي هذا ، لأكثر من عشرة أعوام ، والوطن يواجه أقسى حرب عرفها التاريخ ، من بيت إلى بيت ، ومن زقاق إلى زقاق ، بأدوات قتل أيضاً لم يعرفها التاريخ ، ولم يظهر منها أي ندم ، أو مراجعة ، أو حتى تأنيب ضمير .
مع أن العقل ، والمنطق ، والواجب ، في حرب الموت اليومي هذه ، حرب الوجود ، حرب التجويع والإفقار ، تتطلب من كل مواطن غيور ، أن يقدم كل طاقاته لصالح وطنه ، في القول ، أو العمل ، أو حتى في القتال ان لزم الأمر .
وبالمفهوم المقابل ، يمكن توصيف حتى كل مواطن مقيم في داخل البلاد ، ولا ينهض بدوره الوطني المطلوب ، بل يلعب دور الطابور الخامس ، من خلال امتصاص صمود الشعب ، وبث روح اليأس ، ونشر الاشاعات الكاذبة ، ويمول من الخارج ، بالدولار ، أو بالريال ، أو باليورو ، ولو تغطى بلبوس المعارضة الداخلية ، هو [ عميل أيضاً ] ، فليس هناك منطقة رمادية في حالة حرب الوجود .
والمواطن العميل المأجور ، سواء أكان في الداخل أو في الخارج ، هو أخطر من الجاسوس ، لأن الجاسوس ( ككوهين) كان يخدم بلده ، فحق عليه الموت من الدولة التي كان يتجسس عليها ، أما العميل الذي يتخادم مع العدو المهاجم ، ضد وطنه :
يجمع صفة العميل الخائن بالنسبة لوطنه ، والجاسوس لصالح الدولة المعادية ، في آن معاً ، فحق عليه العقاب بالموت (شنقاً ، أو رمياً بالرصاص) ، وفق منطوق قانون العقوبات العام .
نعم في حرب الوجود الطويلة ، والمريرة ، التي نواجهها الآن ، لا تجوز المهادنة أو الملاينة ، لأي عميل داخل البلاد كان أو خارجها ، بل على كل منا أن يدين ، أو يعارض ، أي فعل ، أو قول ، يمس بقدسية الوطن .
هذا موقف وطني يحكمه المنطق ، فكيف سيتعامل أب الشهيد ، أو أخوه ، مع المواطن الذي كان جاره ، في ذات الزقاق ، أو القرية ، وتحول إلى قاتل ، أو إلى مناصر للقاتل ، أليس له الحق برميه بحذائه في أي مقابلة يتقابل معه .
أما حسابات الحكومة السياسية ، المحلية ، أو الدولية ، المرنة ، أو المتشددة ، تجاه هؤلاء العملاء ، فهو شأن سيادي ، من حق الدولة ممارسته ، من خلال المعطيات التي بحوزتها ، ومن خلال العملية السياسية التي ستنتهجها .
أما البعض من الرماديين ، أو المتشائمين ، أو الطابوريين ، الذين لا يرون إلا اليباس ، الذين ترحموا على ( مشيل كيلو ) وقالو نختلف معه في بعض القضايا ، ونتفق معه في البعض الآخر .
نحن نجيبهم باسم أسر الشهداء ، وباسم كل مواطن شريف :
نحن لا نتفق معه في شيء ، بل نحن نعتبره عميلاً ، خائناً ، هو وكل من معه ، أو شاكله ، سواء أقاتل مع العدو بالسلاح ، او بالكلمة ، لأن هؤلاء كانوا مع معسكر العدوان ، التي كانت فيه (اسرائيل) العدو رقم واحد .