كمال سحيم
وماذا تريدين أيضا
أنت امرأة جميلة جدا
عيناك خضراوان
وقلبك واسع الأمان
ولسانك قصير
وقدّك ريشة تنقر المدى
وأنا ما زلت صغيرا
أتدحرج عند عتبة الدار
أعاود الوقوف
وأمضي نحو دمشق
دمشق التي حلبها الجائعون
وأحبها الرائعون
وما خانها إلا الخائبون..
ثم عن ماذا أحدثك الآن
عن حصاد الكفاف
عن ياسمينة تزيح وجهها عني
عن الصاروخ الصيني الذي
ابتلعه المحيط
عن غارة إسرائيلية بعد
منتصف الليل و قبله
عن المضادات التي ترتطم بسمانا
عن صحن فتوش لم يكتمل
لنقص في خزينة البيت
عن الدواء المفقود
كالأهل المفقودين
عن امرأة أدمنت الشهوة
ونسيت ساقيها معلقتين……..
عن فلاح حرث وزرع وحصد المرّير
عن نهر الفرات وماء الفرات
وأهل الفرات
عن خشب أزرق وكرتون أزرق
ودم أزرق
عن ماذا أحدثك الآن..
عن ليل غرناطة العظيم
عن سد مأرب
عن جبوش لا همّ لها
سوى أن ترضعني الصمت
أمانة الله:
أما نضج العكوب
أنا كرهت الشاي
والخبز المفتون فيه
وكرهت جميع أصوات المذيعين
– حتى الذين يحبهم قلبي
وتشتاقهم عيوني-
كرهت الشوارع المحدودة الإضاءة
كرهت طعم الزبيب والتين والزيتون
وكرهت لقاح كورونا
أصلا أنا أكره التفاح
وما يحدث في غرف التصوير
الشعاعي والرنين المغناطيسي
والطبقي المحوري
وجميع التحاليل الطبية والنفسية
والسياسية
وكرهت نصائح الأطباء
والزوجات الغامضات الدامعات
وكرهت عيني ولساني وقدمي
وإلى أين تمضي يابن سحيم؟!.
هذه الصحراء لك
وفلسطينك في دائرة الطباشير
وعليك أن تستيقظ صباحا
تغسل وجهك بيديك
وسروالك المثقوب
وتقلي بيضتك الحزينة
وتحمل جلدك وعظمك وآلامك
فعيسى ينظر إليك
ويبتسم..
…………………………….و
ابن سحيم الدمشقي/ معتقل طبي