توفي الشاعر السوداني محمد طه القدال، في وقت متأخر من ليلة الأحد 4 يوليو 2021 ، عن عمر يناهز 70 عاما وذلك بعد معاناته مع مرض السرطان لفترة طويله وكان القدال قد أُصيب بالسرطان منذ فتره وتم نقله إلى إحدى المستشفيات في قطر بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير وحاجته إلى الرعاية الطبية.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا) بأن الشاعر الكبير محمد القدال توفي، بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقالت وكالة الأنباء السودانية أن “جثمان القدال سينقل للعاصمة الخرطوم ليوارى الثرى في الأرض التي أحبها وغنى لها طوال حياته الحافلة بالإبداع”
ويعد الراحل القدال أحد أبرز الشعراء السودانيين، واشتهر بالشعر السياسي والوطني.
وقد عمت حالة من الحزن الأوساط السودانية برحيل الشاعر الثوري الكبير محمد طه القدال وضجت الأسافير في السودان وهي تعدد مآثر الفقيد ودوره في إثراء الوسط الأدبي في البلاد من خلال أشعاره الوطنية التي طالما ألهمت السودانيين وحرضتهم على حب الوطن .
كان القدال الذي لمع نجمه منذ ثمانينيات القرن الماضي أحد أضلاع مثلث شعراء الثورات بجانب صديقيه الراحلين محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد، إذ شكلت أشعار ثلاثتهم الثورية حضوراً طاغياً خلال ثورتي الشعب السوداني في أبريل 1985، وديسمبر 2019.
تغنى القدال شعراً للحبيبة الوطن وللوطن الحبيبة، إذ فرح بفرح بلاده، وكان الأكثر حزناً بحزنها، وصب القدال عصارة شعره الدارجي في قصيدته (طواقي الخوف) التي كتبها بمداد من الحزن بعد تقرير المصير لجنوب السودان الذي انفصل عن الوطن الأم في العام 2011، والتي يقول فيها «من دمي لا لا ما قدروا فصلوه.. أنا ما بجيب سيرة الجنوب.. قول استقل.. أنا فوق صفوف الذوق واقف مع الواقفين مزنوق بهنيهو وتهنوه.. أو استقال ودا أول الأحزان.. أو قالوا باعوه ودا ياهو قطيع القلوب.. أنا ما بجيب سيرة الجنوب».
وأصدر رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك بياناً نعى فيه الشاعر الراحل وعدد مآثره، وقال في بيان له إن لم يكن محمد طه القدال مجرد شاعر عبر من تاريخنا، لكنه صاحب مشروع شعري وإنساني ووطني عظيم، غني بالمعاني والقيم الجميلة، ظل طوال حياته صادحاً بأغنيات الحب والخير والجمال، شادياً بأغنيات الحرية والطلاقة حتى في ظل أعتى الديكتاتوريات التي غطّت سماء بلادنا.
ولد القدال بقرية حليوة بولاية الجزيرة (وسط) في 12 ديسمبر عام 1951، وتخرج من جامعة الخرطوم تخصص في الإدارة، كما عمل في بداية حياته الوظيفية بتلفزيون السودان القومي.
وتغنى للراحل عدد من الفنانين السودانيين، منهم الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد وفرقة “عقد الجلاد” الغنائية.
وعرف القدال بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية التي نشأ فيها في منطقة “الجزيرة” وسط السودان، وقد صنفه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي كواحد من أفضل الشعراء العرب.
إعداد : محمد عزوز
عن ( مواقع وصحف )