المثقفون الانبطاحيون صرعونا بحقوق الانسان، لكنهم تناسوا ان من وضع هذه الحقوق وضعها للبشر، والبشر بمفهوم فلاسفة الغرب هم الاوربيون فقط اما بقية الناس كالعرب والزنوج والعرق الاصفر فهم مجرد حيوانات. وتأكيدا على كلامي اورد بعض الامثلة.
قبل أيام من انتخابه رئيسا للوﻻيات المتحدة اﻷمريكية قال روزفلت:
ﻻ يمكن توطيد السّلام ما لم تنجح الأمم المتحضرة في التوسّع بشكل أو بآخر على حساب الأمم البربرية وان تحرير الشعوب من البربرية هو واجب أساسي من واجباتنا.
وقال تشرشل: ( لاامانع بابادة الشعوب المتوحشة مثل الافغان والاكراد باستخدام الاسلحة الكيميائية).
وعندما اعلن ويلسون مبادئه الشهيرة والتي جاء في بندها الخامس: (وضع إدارة عادلة للمستعمرات تنفذ ما يحقق مصالح سكانها).
صدق شاب فيتنامي كلامه وتوجه الى مكتبه ليطالب بالضغط على فرنسا التي كانت تحتل فيتنام لتقبل في برلمانها مندوبا عن الشعب الفيتنامي.
انتبهوا: لم يطالب باستقلال بلاده بل، فقط بمندوب فيتنامي في مجلس الشعب الفرنسي ليرعى مصالح الشعب الفيتنامي.
لكن الشاب الفيتنامي طرد من مكتب ويلسون الذي رفض مجرد استقباله والاستماع اليه. وقيل للشاب: ان تلك المبادئ مخصصة للبشر فقط. اما انتم فلستم من بني البشر.
اسم ذلك الشاب ( هوتشي منه) الذي عاد الى بلاده وقاد حرب التحرير ضد الفرنسيين ومن بعدهم الامريكيين واذاقهم الويلات حتى طهر فيتنام من منهم ومن اذنابهم.
وهذه الامثلة تثبت انه بحسب المفهوم الغربي، فالمتحضرون والبشر هم الاوربيون، والبربر والحيوانات هم نحن.
فمتى يفهم اغبياء (الثورة) هذه المعادلة؟
سوريا اليوم لاتدافع عن نفسها فقط بل، عن حقوق كل الشعوب التي يصنفها الفلاسفة الغربيون تحت اسم ( حيوانات مخصصة للابادة).
الجندي السوري هو تلك الصرخة الابية التي تشبه صرخة الميلاد، ميلاد فجر جديد على البشرية. صدقوني بان المسالة ليست دفاعا عن
سوريا هي البلد التي قالت للسادة لا لن نكون عبيدكم ، وهي تدفع ضريبة الدم للحفاظ على كرامتنا وعزتنا بل، وانسانيتنا.
اما ان تكون سوريا وتدافع عن انسانيتك جنبا الى جنب مع افراد جيشك الباسل، او تقبل ان تكون حيوانا يمشي على قدمين ورقما في جداول احصاء الذين نصبوا انفسهم اسيادا على العالم.
ان كنت انسانا فاحمل سلاحك ودافع عن بلدك، وان كنت حيوانا فابحث لنفسك عن زريبة تعيش فيها خارج سوريا لان سوريا لن تكون بعد اليوم الا بلدا سيدا على نفسه، مستقلا بذاته، ابيا بشعبه، عزيزا بجيشه، وفيا لشهدائه، شموخا بتاريخه، واثقا بمستقبله، عصيا على اعدائه، عطوفا على ابنائه، الكرامة عنوانه، والانفة من صفاته، جذوره في الارض وفروعه في السماء وثماره المحبة وزهوره الاخاء.
اجب الان: من انت؟