“عَودَةُ يُوسُف…”
لا الشَّمْسُ..
لا القمرُ الوَضِيءُ..
ولا الكَواكبُ سَاجداتٌ عندَ عرشِي..
بلْ وَجْهُ ” يعقوبَ الكظيم”، وإخوةٌ ضَلُّوا صِراطَ الرُّوحِ إذْ “خَلَصُوا نَجِيَّا..”
ما كانَ رؤيا ما رأيتُ..ولكنِ السِّرَّ العليَّا…!
حُلُمُ النُّبُوَّة هدَّني ..
وسِنِونُ حزنِ “أبي” تولولُ في دمي ..
وجَوَاهُ يهتفُ وَااااا “بُنيَّا..”..
وَدَّعْتُ أسرابَ الظِّبَاءِ بمَرجِ رُوحي..
واتَّخذتُ معارجَ النَّجوى مُضِيَّا..
ما دارَ في خلَدِ “العزيزِ” بأنَّ قافلةً من الأحزانِ سوفَ تُقِلُّني لقُصُورِ عِشْقِي..
ثم تتركني أواجِهُ غيبَ أيَّامي شقيَّا..
هَلْ كان يلزَمُني الغيابُ..وشهوةُ الذئبِ البرئ..
لأدركَ المعنى المُسافرَ من إلهيَ في غدي..وأعيشَ منفيَّاً .. قصيَّـــا!!؟
أنا عائدٌ يا “إخوتي“..
دقُّوا لأجلي كلَّ أجراسِ الحنينِ..وهيِّئوا كلَّ التكايا، والزوايا، والبخورَ..
خزائنَ القمحِ النَّضير..
ونِسوةً قطَّعْنَ أيدِيَهُنَّ من ولهٍ عَـلَيَّا..!!
سَأقولُ يا “حلمي” وداعاً..
ذا “قميصي” قُـدَّ من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ …
وتلكَ “غيابةُ ” الحُبِّ العليِّ تجدُّ بي وجداً لأرجعَ ..
ليس تعنيني النُّبُوءةُ، والكواكبُ..!!
بل دموعُ “أبي” النَّبيّ تطلُّ من حولي بُكِيَّا..
أنا عائدٌ من غربتي ..
هذا “قميصِي”، خالصاً ، أودعتُه السِّرَّ العَصِيَّا
صُبُّوا دموعَ الوجدِ من مُقلِ المراثي..
وارفعُوا لي عرشَ والدِنَا عَلِيَّا..
أنا يوسُفُ..الجبُّ ..العزيز..
الحسنُ بعضُ صفاتيَ الحسنى.. وفيضُ مَواجِدِي..
أنا عائدٌ ملءَ الحنينِ .. وغافرٌ..
فتهيَّؤوا ..
قد عدتُ من سفري إليَّا..
………………………….
الشاعرة ليندا سلمان إبراهيم
“النَّصُّ الفائز بالمركز الأول في جائزة عمر أبو ريشة للشعر العربي2016“
ملاحظة:”د.كنانة الشهابي ابن أخت الشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة وهو الذي أنشأ الجائزة ورعاها وموَّلها لحين رحيله قبل عامين، وقد بدأ الجائزة من مديرية ثقافة السويداء، ثم ومنذ عام 2017 اضطلعت بها الهيئة العامة السورية للكتاب“