اديب نعمة
حلفتُ باللهِ ربِّ العجْمِ والعربِ
والحلْفُ باللهِ مبروءٌ عن الكذِبِ
بالرغمِ منْ جودِهِ سبحانَ قدرتِهِ
إلّا إليكِ عروشَ الحسنِ لمْ يهَبِ
ما طاولتْكِ بهذا الحسنِ فاتنةٌ
مهما ارتقى حسنُها في سُلَّمِ الرُتَبِ
بهاءُ حسنِكِ لمْ يُعرَفْ لهُ شبَهٌ
وما قرأنا بيومٍ عنهُ في الكتُبِ
فأنتِ أوّلُ أنثى منْ لدانتِها
تعلّمَ البانُ أنْ يزهو على القُضُبِ ( ١ )
بلْ أنتِ أوّلُ مَنْ أحداقُها حملتْ
وهجاً من السحرِ اوْ زهواً من الشُهُبِ
رمتْ فؤادي بسهمٍ منْ لواحظِها
ولو رمتهُ سواها قبلُ ، لم تُصِبِ
وبعدما استحكمتْ منْ خافقٍ ومِقٍ
باتتْ بعينيَّ فوقَ الشكِّ ، والرِيَبِ
وبتُّ أفدي هواها بالذي بيدي
ومثلُها تُفتدى بالأهلِ والصُحُبِ
..واللهِ ما كنتُ يوماً غاضباً نزِقاً
عندَ الملاقاةِ إلّا استوعبتْ غضبي
وما رأتْني تعيسَ النفسِ مُكتئِباً
إلّا دعتني رضيّاً ….غيرَ مُكتئِبِ
فقلتُ : رغمَ الذي يمناكِ لي حملتْ
عليكِ وحدَكِ ….يا زينَ النسا عتبي
ما دمتِ أدركتِ أنَّ الأمرَ يُسعدُني
لِمْ لا تُعيدينَ …حتى يُقتضَى أربي
قالتْ ، وقدْ بسمتْ منْ غيرِ تكلفةٍ
ولاحَ في ثغرٍها …عقدٌ من الحبَبِ
: ( ألا متى كنتَ طمّاعاً ، وتُرْهقُني
ما كنتَ فيما مضى مَنْ لجَّ في طلبِ
إنْ كانَ في العشقِ …للعشاقِ أزمنةٌ
فأنتَ يا شاغلي في عصرِكَ الذهبي
فلا تكنْ يا حبيبي يائساً ، قَنِطاً
شمسُ اللقاءاتِ عنْ دنياكَ لمْ تغِبِ ))
فقلتُ : يا قرّةَ العينينِ أنتِ ويا
ميّاسةَ القدِّ ، يا فتّانةَ الهُدُبِ
مَنْ يُمسكِ القمرَ الفتّانَ في يدِهِ
ويبسطُ الكفَّ هلْ يُدعَى من النُجُبِ ؟!
لا تحسبي الحرصَ منْ أجلِ الهوى طمعاً
لا يحرصُ المرءُ او يشكو ………بلا سببِ
أديب نعمة
( ١ ) القُضُب : السيوف