أمريكا باعــت وستبيــع عمــلاءها , عــند انــتهاء أدوارهم , وعنــد الخـــسران

كتب المحامي محمد محسن
هـــــزمت أمريكا في افغانستان , وستهـــــزم عنــدنا , وعلى (قسد) أخذ العبرة
أمريكا باعــت وستبيــع عمــلاءها , عــند انــتهاء أدوارهم , وعنــد الخـــسران
نزل القطب الثاني إلى الميدان , وسينجز طريق الحرير من الصين إلى اللاذقية

اختلف الكثيرون في توصيف ( الخروج الأمريكي ) من افغانستان , البعض وصفه بالهزيمة المنكرة , والمذلة , وأنا منهم , والبعض الآخر اعتبره لعبة شيطانية تلعبها أمريكا , حيث سلمت افغانستان إلى طالبان التي صنعتها , لتقوم بالمهمات التي كانت ستقوم بها في مواجهة الصين , وروسيا .
بعض المحللين الأمريكيين ذاتهم , وصف الانسحاب [ بهزيمة العار ] .
أما (الإسرائيليون) فلقد أجمعوا على أن الخروج الأمريكي من افغانستان المذل المهين , سيكون له انعكاسات جد سلبية , على ثقة (المجتمع الإسرائيلي) بجدوى الحماية الأمريكية له .
فكيف سيفهم ملوك الخليج , الانسحاب الأمريكي من افغانستان ؟؟
أمريكا من أقوى دول العالم نعم , بل هي الأقوى , وكانت تقود قطباً وحيداً أوحداً , انفرد في السيطرة على جميع دول العالم , كما ينفرد قطيع من الذئاب المتوحشة , بقطعان من الغنم , بعد عام / 1989 / عام سقوط الاتحاد السوفييتي , حتى وقبله .
ماذا فعلت أمريكا وقطبها في مرحلة [ الذئاب والغنم ]
ـــ أخرجت السوفييت من افغانستان ( الدولة المدنية ) , وسلمتها إلى طالبان وقاعدة (أسامه بن لادن) , صناعة أمريكية ــ بريطانية , محملتين بفقه وهابي سعودي , ومزودتين بمالٍ خليجي .
ـــ مزقت يوغسلافيا تيتو العظيم إلى خمس دويلات صغيرة , فقيرة , على أسس مذهبية , وقومية , متصارعة حتى ( يوم يبعثون) .
ـــ دمرت العراق القوى , الغني , وقسمته إلى إدارات ذاتية ثلاث , على أسس قومية , ومذهبية , وسرحت جيشه , وأفقرت شعبه , ثم استوردت له جناحاً من مدرسة (القاعدة ــ داعش) , ليكون أداة القتل , والتفتيت , وحرمان العراق من الاستقرار .
ثم جاء ( الربيــــــــــــــــع العـــــــــــــــــربي ) .
ـــ دمرت ليبيا الغنية , وقتلت رئيسها ( ومثلت في جسده ) بفظاعات يندى لها جبين الإنسانية خجلاً , (تحت سمع , وبصر , وحماية , وتشجيع أوروبي ــ أمريكي , [ يا لا فظاعة وحشية هذا الحلف ]
ـــ سلمت تونس إلى الإخوان المسلمين .
ـــ سلمت مصر الكنانة إلى الإخوان المسلمين , لكن الشعب لم يقبل بهم فانتفض فأسقط الإخوان , واستبدله بنظام (هلامي) لا هوية له .
ـــ وبدأت في تهيئة الساحة في سورية , من خلال حرب نفسية أغلقت الفضاء , تقوم على أن النظام سيسقط خلال اسبوعين , بدأ الوحوش بالقتل , والذبح , وبدأ العملاء بالخروج على الوطن , دمرت المدن والقرى , بحرب موت , وتجويع , لعشر سنوات , ولا تزال , لامثيل لها في تاريخ الأمم .
[ السؤال هل جاءت أمريكا لتدمير المنطقة فقط , أم جاءت لتسيطر عليها ؟ ] .
نعم قتل العباد , وتدمير البلاد , كان مطلباً رئيسياً , لأنه يمهد للطلبات الاستراتيجية الأخرى .
…………فمـــــــــــــــــــــــا هـــــــــــــــــــــــــي ؟؟
السيطرة على افغانستان الثرية بثرواتها , ومن ثم تحاصر الصين .
وتغلق البحر الأبيض المتوسط بوجه روسيا , والصين .
فَتَحولُ بذلك بين الصين وبرنامجها القائم على :
[ الحــــــــــــــزام والطـــــــــــــــــــريق ]
وعلى حلمها في الوصول إلى العالمية ومنافستها على القطبية , وهذه هي الغاية الاستراتيجية الأهم .
………….فهــــــــــل تحقـــــــــــقت هـــــــــــــذه الغـــــــــاية ؟؟
طبعاً لا لم تتحقق .
بل ستكون افغانستان دولة صديقة للصين .
كما أن هزيمتها التي لم تستكمل بعد في العراق , وسورية , ستفتح جميع المجالات أمام أعدائها , وأعداء حلفائها .
ستتمكن الصين من إعادة فتح طريق الحرير التاريخي السريع من الصين حتى اللاذقية , طريقاً للقطارات , وطريقاً للسيارات , والذي أنجزت جزءاً مهماً منه .
وستكون لروسيا قاعدة عسكرية في طرطوس .
فيفتح البحر الأبيض المتوسط أمام روسيا , والصين , هو الشرط الأساس لخروجهما من :
وبتحقيق هذه الغايات , ينطلقان إلى العالمية ,التي تؤهلهما لتكوين القطب الثاني .
وبذلك تكون أمريكا قد خسرت فرادتها في قيادة القطب الأوحد .
ووقف تغولها , في قتل الشعوب , وتشريدها , وتمزيقها , وسرقة طاقاتها .
……………….[ نعم أمريكا خرجت من افغانستان مهزومة
……………….مدحورة , وستتلو هذه الهزيمة , هزائم أخرى
……………….على مستوى المنطقة كلها , وعلى قسد أن تتعظ ]