جئت باكرا الى الحانه لم يكن الليل قد بللني بعتمته بعد
جلست منفردا على طاولة خشبيه تبدو عليها العراقة والقدم وجودة الصناعه . لم تكن مغطاة برداء يزينها ويحجب عن ناظريها معاناتها وما علق عليها شدني بقوة سطحها المليء بالكتابات مختلفة الالوان والخطوط والترتيب . عناوين ورسوم وأرقام واقوال ..
بدأت اتجول بنظري بين ماكتب عليها الندماء العابرون المارون على سطحها ..
حضر النادل مسرعا يصطحب رداءا لتغطيتها فرفضته غادرني وعاود ثانية وثالثه ورابعه وانا ارفض أغطيته كلها بألوانها ونجومها وكتاباتها ورسومها كلها
ودسست نظري أقرأ ماستطعت مما كتب عليها ؟
_ الغجري وحده يملك كل العالم لأنه استبدل وطنه بأغنية وزوج طيور حجل وكلب صيد .
_ تذكريني عندما تخلعين حجابك
كل أسباب السعاده لم تقنعني اقنعتني أسباب الحزن .
لايصفقون ولايطبلون الا للنشاذ
لنا في قابيل وهابيل اسوة حسنه فكلنا أخوه .
الجهل دائما ينتصر على المعرفه لانه مسبق الدفع .
لاتتوهج بلا معنى كلمبه مضيئه وسط الظهيره .
الكلمة الصعبه توضع في الهامش ليسهل شرحها .
الاغبياء أفسدو العالم لكن الاذكياء أفسدوه أكثر بذكائهم
علة بقاء المصحلون وجود الفاسدين .
حياتي سيئه جدا بطريقه جميله .
في الليل نشرب بعض الضوء لنعطش أكثر .
كلنا ننتمي الى مواثيق دوليه يسمونها اوطان وحصتي منها هو ماعلق بحذائي من تراب .
لاتسخر من شيء لاتعلمه فأضمن وحدة قياس هي القدم .
تبللت روحي بالخمر والنادل يحاول اقناعي باكساء الطاوله برداء ولو من الستائر المعلقه على النوافذ . ولم يفلح
فغادرت باكرا أيضا
بقلم زياد الضحاك – قانوني وكاتب