رحل في الكويت مساء الثلاثاء 21 أيلول 2021 الشاعر والكاتب الروائي والناقد والمثقف والمترجم الفلسطيني محمد الأسعد عن عمر 77 عاماً، وقد نعاه “الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بقوله “ترجّل عن صهوة الدنيا مسلّحاً بسيرة ومسيرة زاخرة، أثبت خلالها برهافة حسه، وعميق رؤيته مصداق الانتماء لفلسطين، رغم المنافي والشتات القسري”. والراحل من مواليد قرية أم الزينات قضاء حيفا عام 1944.
نزح مع عائلته وهو في الرابعة من عمره، في عام النكبة 1948، ولجأت أسرته إلى مدينة البصرة في العراق، وهناك تلقى تعليمه، ثم سافر إلى الكويت وأشتغل في مجال الصحافة.
وبعد حرب الخليج انتقل محمد الأسعد للإقامة في قبرص ثم في بلغاريا، بعدها عاد إلى الكويت، وبقي فيها حتى وافته المنية.
جمع الراحل بين موهبة الشعر والكتابة الروائية والنقدية والبحثية والترجمة من اللغة الإنجليزية، وهو من أوائل من قدموا للقارئ العربي شعر الهايكو باللغة العربية.
صدر لمحمد الأسعد في الشعر: “الغناء في أقبية عميقة، حاولت رسمك في جسد البحر، لساحلك الآن تأتي الطيور”.
وفي مجال النقد له: “مقالة في اللغة الشعرية، الفن التشكيلي الفلسطيني، بحثًا عن الحداثة”.
اما في مجال الكتابة الروائية فصدر له: “أطفال الندى، حدائق العاشق، شجرة المسرات، أصوات الصمت”.
عرف محمد الأسعد واشتهر بروايته “أطفال الندى” التي قال عنها أنها تشبه أسطورة، وأسطورة تشبه رواية. فهي تكتب تاريخ الندى، وتدون تجلياته الخالدة داخل المسطورات وخارج حركتها. وتبدأ في سردها من نقطة صلبة وصلدة راسخة تغور في الزمن، هي قريته أم الزينات الواقعة على سفوح جبال الكرمل، التي هجرت منها عائلته إبان النكبة، وتحكي قصة تهجير فلاحي القرية وعوائلهم. وهي رواية تتجاوز إطار السيرة الذاتية الفردية إلى إطار أوسع. فهي ذاكرة قرية من مئات القرى الفلسطينية التي تعرض أهلها للترحيل والتشريد وتم تدميرها ومصادرة أراضيها.
ويقول عارفو محمد الأسعد إنه “شاعر مبدع مطبوع وشفاف، واضح المعاني بأسلوبه وأفكاره الصادقة”، فيما “تنعكس في قصائده الهموم الفلسطينية والموضوعات الجماعية للفلسطينيين في الشتات ومخيمات الجوع والبؤس والشقاء”.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )