د .نعمه العبادي- العراق
اثار انعقاد مؤتمر في اربيل من قبل اطراف هجينة ردود فعل مختلفة، وتضاربت التعليقات بشأنه.. وقد طلب مني اكثر من اخ ان اكتب شيء بصدده إلا اني تأخرت لحين اكتمال الصورة.. ولهذا اضع ما بين ايديكم بخصوصه الاتي:
– الوقائع:
١- تشهد مدن كردستان منذ ٢٠٠٣ تزايد في نشاط الجماعات اليهيودية والصه-يونية بأشكال مختلفة، ويظهر للمتابع بوضوح ان معظم الخطوات تتحرك تحت تنسيق وموافقات من الجهات السياسية والامنية، فقبضتها خصوصا في اربيل محكمة على كل شيء، وهذا النشاط في سياق تلك الفعاليات.
٢- الاطراف الرئيسة المشرفة على المؤتمر تتمثل برئيس مركز اتصالات السلام وهو كردي من اصول يهودية بحسب بعض الاشارات يقيم في امريكا، والمركز في امريكا، ويعلن عن مهمته على انه يعمل على تسوية الصراعات ومحاربة العنف والتطرف في الشرق الاوسط، ويعمل على احلال السلام، والداعم الرئيس للمركز ابن شمعون بيرس الرئيس الاسرائيلي السابق، والطرف الثاني هو وسام الحردان من اهالي الانبار، والذي كان مشرفا على الصحوت، ومن المؤكد وجود اطراف اخرى داعمة غير معلنة.
٣- المدعى ان حضور المؤتمر (٣٠٠) لكن الرقم شبه الدقيق، ان الحضور قرابة (١٠٠) معظمهم من محافظات الانبار وصلاح الدين ممن يتواجدون في اربيل وتربطهم صلات مع البارتي ومنهم بعثيين وضباط سابقين ومتشيخين وبعض التشرنيين الذين ذهبوا الى اربيل عقب احداث المظاهرات، وقد تورط بعض الاشخاص بالحضور دون علمهم بمقصد المؤتمر، وهم نفر قليل جدا.
٤- ادارة عرافة الحفل شخصة تدعى سحر كريم الطائي ظهر انها مدير قسم البحوث في وزارة الثقافة، واظهرت البيانات انها كانت على علاقة او عملت مع موفق الربيعي، ودعت الى علاقات مباشرة مع اسرائيل، وكانت ممثلة النساء في المؤتمر.
٥- يعد الفندق الذي عقد به المؤتمر احد اهم الفنادق فب اربيل، ومن المستحيل ان تجري فيه اي فعالية بدون موافقة رسمية، وغطى المؤتمر قناة (NRT) التابعة لشسوار عبد الواحد، وهي القناة الوحيدة التي حضرت المؤتمر.
٦- خلص المؤتمر الى تشكيل سبع لجان بمهام مختلفة، كلها تصب في استعادة العلاقات مع يهود العراق في اسرائيل والعالم، وتغيير التوجهات المعرفية والثقافية تجاه العلاقة مع اسرائيل، وتغييرات على المناهج الدراسية، وتعديل اي قوانين او نصوص تمنع اقامة العلاقات مع اسرائيل.
– المواقف:
تباينت المواقف تجاه ما حدث ويمكن اجمالها:
١- كردستان الرسمية والشعبية: لم يظهر موقف واضح.
٢- الجهات الحكومية والسياسية: مواقف محدودة جدا، والمعظم لم يعلق على الحدث.
٣- الموقف الاشد والاوضح تمثل في موقف السيد مقتدى الصدر وتغريدته عن الحدث إلا ذلك موقف على الخطوات العملية التي سيتم اتخاذها بشأن الموضوع.
٤- اختلفت الاراء الشعبية خصوصا في وسائل التواصل وكانت السمة الغالبة لها الرفض خصوصا ما ينسب الى محافظات الوسط والجنوب، وانشغل الكثير بالجدل حول سحر كريم ووزارة الثقافة، وقضايا جانبية، ولم اجد طرح يستوفي تمام الموضوع لذلك عرضت له.
– الدواعي والاسباب:
يعد فهم الدواعي والاسباب هو اللغز الاصعب في القصة، ولذلك سيكون قائم على خليط من التحليل والمعلومات، وفيه اقول:
١- الهدف الاساس للعمل هو خلق امر واقع بشكل منظم وتدريجي، يخرج الحوار عن التطبيع والعلاقة مع اسرائيل الى حيز العلن، ويدجن قوى الرفض بشكل تدريجي عبر صدمات منظمة يتم التخطيط لها بشكل دقيق.
٢- الخطوة بشكل اساس جاءت في اطار تحري وتلمس ردات الفعل تجاه هذا الموضوع، وعلى اساسها يتم التحول الى خطوات اكبر واكثر تصريحا.
٣- مشاركو العمل يقسمون ما بين ايدلوجيين يتحرك بموقف واضح متبني للفكرة ومجموعة نفعية تبحث عن مغانم او مكاسب شخصية وجهتية عبر توظيف علاقات المركز والجهات الداعمة والمتواطئة مع الحدث.
٤- هناك فذلكة في اختيار عنوان الاسترداد وهي المفردة الاخطر، كما تم مزامنة المؤتمر مع ذكرى الاستفتاء، وكذلك له صلة بأقتراب موعد الانتخابات ومجرياتها، فكل ذلك يدخل في سياق لعبة الصراع على الرأي العام.
– تنويه:
١- بحسب ما وردني ان هناك محاولة سابقة قبل سنتين لعقد المؤتمر لم تنجح.
٢- لم يكن ضمن المشاركين اشخاص من اهالي نينوى ولم يظهر اشخاص بالزي الكردي، وهذه المعلومة غير قطعية لكنها راجحة.
– خلاصات:
١- المؤتمر ينبأ ان العدو وصل بشكل واضح الى الضرب تحت الخاصرة.
٢- لن تكون هذه الخطوة يتيمة مالم يكون الفعل الرادع بدرجة توازي قدرات الجهة القائمة على المشروع.
٣- فكرة العلاقة مع اسرائيل تسللت الى الاوساط الشعبية، واصبحت مستساغة لدى قطاعات غير قليلة.
٤- المشروع يستخدم استراتيجية للاقناع قائمة على مقولة (ان الرادع الوحيد للوجود والتأثير الايراني في العراق والمنطقة ينحصر في اقامة العلاقة مع اسرائيل، وتقديمها كند مكافئ لايران).
٥- شكل الانتخابات القادمة وما تفرز من سلطات ثلاث هي التي تحدد مسار التوجهات في هذا المجال، وكيف سيكون المستقبل.