ظمآن وضآلةُ الزرقةِ تعمُّ الأنهار
في خلجانِ الشتاء ،
البردُ يلفعني
يريدُ مني جمراتِ الشوق
المكدّسةَ في خزائنِ الشيب ،
محتاجٌ إلى كسوةِ الماء
وقيافةِ الرمال
تقودني إليك حافياً بلا مواقيت ..
أنا الذي سكبتُ الماءَ وراءَ طيفك
حين خرجَ من بالي مجبرا
قلتُ في خلدِ وحشتي
سيعودُ حتما مكسواً
بفوانيس القرى
وعلى ظهره
دعائم الحدود النائية
لعلّه في الغربةِ يبني مخفراً للأمل ٠
الغدُ الفارغُ
الذي رماني بسهامٍ
يقصدُ مقارنةَ الأفعالِ بالأحلامِ
أو حتى يناغمُ التغريدَ مع رقصِ الذبيح
ثمّ يوصي الأغصانَ بإسكات الحفيف ٠
ما حلّ بي
بعد ما أنتزعَ ذاتي من ذاته
أنا هنا واقفٌ محتارٌ
وسطَ الحنينَ ، لا إلى ذاك ولا إلى ذاك
ولو على طرفي نقيضٍ
هو في صحوٍ دائم
وأنا ملبدٌ بالهموم
لكنني فضاءٌ أمين في روحٍ ممتدة ٠٠
———————-
عبدالزهرة خالد
البصرة