ياسين عزيز حمود
قدْ رحْتُ أشدو للجمالِ مُرنّماً
كيما يفوحُ الطِّيبُ في واديهِ
وسكبْتُ مِنْ قلبي الحنينَ على الرُّبا
ناجيْتُ في ركنِ الهوى أهليهِ
كنْتِ الهيولى في أنينِ قصائدي
والشعرُ همسي , مُقلتي تُفديهِ
مازالَ في قلبي كنوزُ محبّةٍ
هذا المدى لا يدّعي ما فيهِ
إنّي شرعْتُكَ – يا جمالُ – عِبادةً
أصفيكَ شعري – والهوى – أُصفيهِ
وسوانحُ الأحلامِ تُفعمُ مُهجتي
والنُّورُ سكْبٌ مِنْ شذا باريهِ
مازالَ في قلبي الحنينُ إلى الصِّبا
مازلْتُ في قدسِ الهوى أطويهِ
تلكَ البيادرُ ماتزايلُ خاطري
مهما نأى عنّي الصِّبا أُدنيهِ
قلبي هيولى الحُبِّ سِرُّ قداستي
في خافقي أضعافُ ما أُبديهِ
قلبي تعبّدا للجمالِ مُنعّماً
أُغليهِ فوقَ منازعي أُغليهِ
قلبي توجّهَ نحو سحرِ بهائهِ
ما مِنْ حدودٍ في الدُّنا تُثنيهِ
ساقيْتُ عهدَكِ مِنْ نجيعِ قصائدي
ومضيْتُ مِن دِيَمِ الهوى أسقيهِ
ونسجْتُ مِنْ عبقِ الجفونِ قوافياً
سكرى بأحلامِ الصِّبا تُزكيهِ
وخفيْتُ سرّاً للجمالِ بأضلُعي
والسُّكرُ ينشرُ ما أنا أُخفيهِ
عاودْتُ عهدَكِ بالضّنائنِ بالهوى
أرويهِ مِنْ شوقِي النّدي أرويهِ
فتذكّري – يا حلوتي – عهدَ الهوى
غنّيهِ شوقاً منْ جوىً غنِّيهِ
أفلَ الرّبيعُ عنِ المرابعِ فانبرَتْ
جوَقُ البلابلِ في الرُّبا تبكيهِ
وتوجَّعَتْ تلكَ السَّواقي , وانثنى
نايٌ شجيٌّ في المسا يُرثيهِ
أنا ما انثنيْتُ على الرّبوعِ مُعاتباً
طللاً قديماً باكياً ماضيهِ
لا بل أنسْتُ بعينِ قلبيَ صحبةً
وحبيبَ روحٍ دائماً أعنيهِ
من ديوان : لحن الجمال
ياسين عزيز حمود