صُبِّي قصائدكِ الأحلى على شفتي
بوحاً منَ السِّحرِ مما ينطقُ الجانُ
وأمسكيني خيوطَ الوصلِ واهيةً
حتى أراكِ ولا يدري سُليمانُ
ما سال صوتُكِ في أنساغِ داليتي
إلاَّ وعنقودُ كرمي منكِ نشوانُ
تشبَّهي بالمُنى, إن لم أزُغْ بَصَراً
آذارُ لوحةُ أهدابي , ونيسانُ
أمام حُسنِكِ لا مالٌ, ولا ولَدٌ,
ولا صديقٌ, ولا في القلبِ إنسانُ
غِنى المُحِبِّ بمن يهوى , أليس غِنىً
عن الظَّمى حين يأتي النَّبعَ عطشان؟
مُسافِرٌ هَيَماً, لا ليلتي قمرٌ
ولا الضَّياعُ لهُ اسمٌ, وعنوانُ
إن لم أجِدْكِ هوىً,أُلقي الملامَ, وهلْ
كما على الخمرِ يُلقي الَّلومَ سَكرانُ؟
كأنَّ من شفتيكِ الخمر مُعتَصَرٌ
بل ريقُ ثغرِكِ للخمَّارِ بستانُ
فَلْتُسْمِعيني كلاماً منكِ أعشقُهُ
أوغنوةً, فالهوى كأسٌ , وألحانُ
ولْتَسكُني خفقاتِ القلبِ , لا أحدٌ
إلاَّكِ في هادِرِ الأمواجِ رُبَّانُ
*****