من مكتبتي الالكترونية (24)
31- فقهاء حقوقيون سوريون خمسة, قوانينهم مصدر التشريع الى اليوم
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- الفقهاء هم :
– اميليوس بابيانوس (بابينيان) Aemilius Papinianus.
– ديمتريوس آنيوس البيانوس (البيان) Domitrius Annius Ulpianus.
– فرينيو مودستينو Erennio_Modestino.
– غايوس Gaius.
– جوليوس بولوس Julius Yulius.
*- الفقهاء السوريّين الخمسة, تم نقل واعتماد80 % من تشريعاتهم في مدونات جوستنيان القانونية الّتي تضم 2462 فقرة تعد الى اليوم المصدر الرئيسي الّذي استمدت منه قوانينها الدّول الأوروبّية الحديثة كفرنسا وإسبانيا وألمانيا و إيطاليا .
– الفقهاء السوريّين الخمسة, كتبوا مؤلفاتهم الحقوقية باللاتينية, وهذا ما جعل الكثير من المؤرخين يطلقون عليهم اسم الفقهاء الرومانيين، فانسحب بالتالي الاسم على مجمل القوانين التي وضعوها فأطلق عليها تسمية التشريع الروماني.
– القوانين التي صاغها الفقهاء الحقوقيون السوريون الخمسة, أدت الى تخليص التشريع الروماني من فظاظته وقسوته، بعد أن أسبغوا روح الرواقية الفينيقية السورية على مجمل ما شرعوا.
– بالمناسبة, “الروح الرواقية” تعود الى زينون الرواقي (262-334 ق.م), وهو فيلسوف فينيقي, وأروع ما كتبه هذا الفيلسوف الذي عاش في أثينا ورفض أن يصبح من رعاياها معتزا بأصله الفينيقي :
” الرجل الحكيم يجب ان يتحرر من الانفعال, ولا يتأثر بالفرح او الترح, وان يخضــع من غير تذمر لحكم الضرورة القاهرة”.
– الإمبراطور تيودور الثاني، أصدر مرسوماً عام 426م، عرف بقانون المرافعات حيث صنف الفقهاء إلى مجموعتين وحظر على القضاة اعتماد سواهم في جميع الأحكام التي يصدرونها. المجموعة الأولى وشملت الفقهاء السوريين الخمسة والمجموعة الثانية شملت الفقهاء الذين اعتمدهم هؤلاء الفقهاء السوريين.
*- مقتطفات من السيرة الذاتية لثلاثة من هؤلاء الفقهاء الحقوقيين السوريين :
1- الفقيه بابنيان Papinianusوهو الحقوقي السوري الأول :
– أشهر الحقوقيين السوريين الخمسة, مات شهيد التشريعات والقوانين العادلة التي أرسى قوانينها.
– قدم للعالم القوانين التشريعية الّتي يعُمل بها حتّى اليوم, ألف أكثر من 56 مؤلفاً في الحقوق غدت أساس التشريعات الحقوقية العالمية الحالية.
– وُلِد في حمص عام 142م وتوفي عام 212.
– شغل عدّة مناصب هامة في عهد الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس Septimius Severusزوج الأمبراطورة السوريّة الحمصية جوليا دومنا Julia Domna التي حكمت روما لاحقاً , والذي شاءت الأقدار أن يقوم كراكلا ابن الأمبراطورة السوريّة جوليا دومنا والامبراطور سبتيموس بقتل هذا المشرع وإنهاء حياته.
– ألف 19 مؤلفا في المناقشات القانونية و37 مؤلفاً في المسائل القانونية.
– ألف عدّة كتب, أشهرها الأسئلة و الأجوبة والفتاوى, واعتمد كتاب الأجوبة كمقرر دراسي في مدارس الحقوق الرّومانية.
– استعار جوستنيان في موجزه القانوني أكثر من 600 فقرة من كتابات بابنيان كما ذكر اسم بابنيان 153 مرة.
– انتهت حياة بابنيان على يد كراكلا ابن الامبراطور سبتيموس و زوجته جوليا دومنا, حيث قام كراكلا بقتل شقيقه غيتا كي لا يشاركه في حكم الأمبراطورية الرومانية بعد وفاة والدهما طالبا من بابنيان صوغ رسالة قانونية يبرر له فعلته التي ارتكبها و ليجد له مخرجاً لما قام به أمام مجلس الشيوخ، الأمر الّذي رفضه بابنيان قائلا جملته الشهيرة :
“إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل”, غير أن الأمبراطور كراكلا أمر بقتل بابنيان ببلطة, فانتهره لاستعمال البلطة بدلاً من السيف نظرا لمقامه، فكان له ذلك.
2- الفقيه غايوس Gaius, 130-180م :
– شملت مؤلفاته أربعة أجزاء بحثت في الأصول والأشكال وحقوق الأسرة والميراث والملكية, كما اعتبرت مرجعاً يلتزم به القضاة بقرار من الإمبراطور فالنتين.
– اعتمدت مؤلفاته لأهميتها, مادة تدريبية في المعاهد والجامعات الأوروبية.
3- الفقيه البيان Ulpianus:
– برز في مجال التشريع بين عامي 211 و222.
– قدم اعمالا في مجال صياغة الأحكام كما صاغ تشريعات تحد من الامتيازات العنصرية للحاشية الامبراطورية.
*- أصدقائي… اخوتي في الوطن…
– أين ذاكرتنا؟؟؟ ولماذا التجاهل المولد للصمت!!! والصمت يدفن الحقائق… أين ذاكرتنا!!!!
– رغم ذلك, هنالك بعض الأقلام من هنا وهناك التي أنصفت وحافظت على الحقيقة… حيث كتب أحد المؤرخين : في القرن الثالث الميلادي :
“كانت سورية تعكس على العالم تقاليدها الحقوقية التي تعد مصدر الحقوق الرومانية وأصلها”.
– الشاعر والكاتب الروماني جوفينال Juvenal اعترف في القرن الثاني الميلادي بفضل السوريين قائلا :
“منذ زمن بعيد ونهر العاصي السوري يصب ماءه في نهر التيبر جالباً معه لغته وعاداته وعوده وقيثارته بأوتارها المائلة”.
– يقول بول كولينيت:
“يعود إعداد الحقوق الرومانية الجديدة الى جماعة من الفنيقيين السوريين, ولا تزال الحقوق الرومانية الجديدة مدينة ببلوغها أوج الكمال الى حكم السلالة السورية لعرش روما 193- 235 م, ويبدو أنه تم تطوير التشريع الروماني ونقله من الطور الابتدائي إلى مرحلة متقدمة عبر مؤلفات الفقهاء السوريين الخمسة”.
– في العاصمة الإيطالية روما وكذلك الاسبانية مدريد, يقف أمام دار العدل تمثال شامخ للحقوقي بابنيان. وأمام مبنى الكونغرس الأمريكي جداريه معنونه باسم بابنيان كتب عليها :
“مؤلف لأكثر من 56 مؤلفا في الحقوق, كانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية… إنه بابنيان الحقوقي Aemilius Papinianus من سورية, شهيد العدالة الذي أرسى قوانينها بإسمه”.