في غَمرَةِ الشّوقِ
نظَرَتْ عَبرَ نافِذَتِها
تُطالعُ نَجمَ سَعدِها
كأميرةٍ تَبسطُ أكُفَّها بِسُمُوِّ روحِها
فإذا الحُبُّ يزهرُ
في أوجِ الرّبوعِ العطشى
وليعلنَ ولادةَ
شقائِقَ النُّعمانِ
أرخَتْ ضفائرَها ..
عندَ صُخورِ
شواطىءِ بِحارِها
فكأنّها (أفروديت) الجميلةُ..
خرجَت من قلبِ صَدَفةِ البحرِ..
تسَقسقُ الضّياءَ ..
و الجَمالَ لمواسم الحَياةِ
فأرسَلَت حَمامَةً
لأبراجِ ذاكَ القَصرِ القَديمِ
تَحتَضِنُ قَصَاصَةً مُعطّرةً
بتراتيلِ الوِدادِ
وخمائِلُ الوَجْدِ
ترتَعِشُ بينَ حُروفِها…
لم تَكُن منَ الجُهَّال ..
فالذي أوقفَ أقدامَها الشّارِدَةَ..
هيبةٌ ساورَتْها..
فالشوقُ يسمو بروحِهِ..
طال سُهدُها…
ففي عيونِها أملٌ لا يتألقُ
وابتسامةٌ لا تُحلّقُ..
وذلك القلبُ
يَغفو بينَ أضلعِ السَّرابِ
عَبثًا تُحرقهُ مَلاحِمُ سَوطِ الماضي..
لم يكن من ضَيمٍ نالهُ
بل هي الدُنيا ..
أقرّتْ بإِرضائِهِ فيما أحبَّ
أصغتْ لصهيلِ الحنينِ
وأجزاءُ روحِها
فرّقَها عبابُ البحارِ..
فلم يَطبْ لُهاثُ فؤادِها
البقاءَ
فركِبتْ مركبَ الأهوالِ
لتنالَ الرغائبَ ..
في أعالي نجمِ سَعدِها .
بقلم : حنان جميل حنا