الشاعر سليمان جمعة
مدت ْيدها الى الابريق تريد ان تشرب ،فلم تصل يدها اليه . كان الابريق بعيدا ،في الزاوية الاخرى من الغرفة ؛ كنت جالسا بالقرب منها ،اسمع همسات قلبها الذي يخفق بهدوء ، لا يعبأ بضعف هيكلها ،وكثرة السنين المتساقطة حوله . اغمضتُ جسدي ، تركته نائما وقمتُ احتضن رؤية طيف كان يطيف بالغرفة ، يمر مرّ الفكرة الخاطفة ، يملأ المكان بعبق ضوئي دافئ.. أومتْ عيوني __المستنيرة بالطيف الزائر —–للابريق…فتهادى في الغرفة حتى شفتيها يسكب في فمها الحبيب ما يبرد احشاءها …. هدأت عيناها تغسل غربتها بدمعات سالت بالطمأنينة على خدها كما سال الصباح يوقظني من نوم عميق … عدت الى جسدي فعرفت أني كنت نائما بالقرب من سرير امي.
الشاعر سليمان جمعة-من كتاب —ذات شوق