توفيت الشاعرة والنحاتة الأردنية منى السعودي في بيروت أول أمس الأربعاء 16 فبراير 2022 عن عمر ناهز 76 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان .
وقد نعت وزيرة الثقافة الأدرنية، هيفاء النجّار، الراحلة بقولها، في بيان صحفي تناقلته المواقع الأردنية: “رحيلها لا يمثّل خسارة للأردن والعرب فقط، بل للحركة التشكيلية العالمية، التي كانت واحدة من أبرز رموزها”.
ولدت منى السعودي في عمان في 1 أكتوبر 1945 وبدأت علاقتها مع النحت منذ الصغر، حيث كانت تقطن بجوار مجموعة من الآثار الرومانية بعمان. فكونت منذ طفولتها علاقة مع الحجارة والصخور والمنحوتات، حيث كان لهذه العلاقة تأثير هام في حياتها. بدأت بنحت أعمالها الأولى منذ بلوغها سن العشرين .
قدمت أوّل معرض لرسوماتها عام 1963 في مقهى الصحافة في لبنان. ثم التحقت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس عام 1964 حيث درست النحت بالحجر. قدمت أوّل منحوتاتها في عام 1965 وكان موضوعها الأمومة.
تشتهر الفنانة السعودي بمنحوتاتها الهائلة التي تستقصي بحساسية شعرية بالغة مواضيع الإبداع، والأرض، والأم وتطور الكائنات. وتعد من أكبر النحاتين في العالم العربي.
عاشت في باريس وعمان وبيروت التي عاشت فيها لحين وفاتها .
وقد تميزت منى السعودي بذاك الحس الشعري العالي، فهي شاعرة في الأصل، ورأت أن العلاقة بين النحت والشعر أقوى مما يمكن أن نتصور. رسمت من وحي أشعار أدونيس ومحمود درويش وسان جان برس وأنسي الحاج. بقيت شاعرة وهي ترسم، ما منحها تلك الصلابة في تليين أنواع الحجارة، وإعطائها البعد الرمزي العميق. فقد كانت تعتقد «أن الحجر حين يفقد وزنه يتحول إلى قصيدة»، وهذا ما جعلها تظن أيضاً أن الشعر هو البداية، وهو الكامن وراء وحي عملها التشكيلي.
أقامت منى السعودي معارض كثيرة لأعمالها العديدة في النحت والرسم في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ومن أعمالها النحتية “قمر مكتمل” من حجر الترافيرتين، وكذلك “أمزجة الأرض” و”شروق الشمس” و”كسوف القمر”، و”المتشرّد”، و”صبار”، من حجر اليشم الأردني الأخضر، و”ماء الحياة” من العقيق اليماني، و”المرأة النهر” من الغرانيت الأخضر الزمردي.ومنحوتة “هندسة الروح” التي تقف أمام معهد العالم العربي في باريس.
ولها كتاب بعنوان “أربعون سنة من النحت ” أصدر في 2007.
ومجموعتان شعريتان “رؤيا أولى 1970” و”محيط الحلم” 1993.
تنتصب أعمالها في عدد كبير من متاحف العالم مثل المتحف الوطني للفنون الجميلة في الأردن، والمتحف البريطاني، ومعهد الفن في شيكاغو ومعهد الفن في ديترويت.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )