“عن الحسين (ع) أتحدث”
المزمار ١٥
تقصير لا يغتفر
نعمه العبادي
يعد الفن بأشكاله المختلفة وخصوصا (السينما والمسرح والتلفزيون) احد اهم الادوات التي تساهم في تشكل الوعي العام في عصرنا الحديث، وهي تصطف في مقدمة ادوات القوة الناعمة، ولا يخفى على احد ما تلعبه هوليود من ادوار في تشكيل الوعي العالمي من خلال ما تقدمه من افلام.
يمكن ان نجد عذرا او نغتفر لقطاع الفن قصورهم او تقصيرهم عن الاعمال الفنية المتعلقة بزيارة الاربعين قبل عام 2003 ولكن الامر لا يغتفر الآن مطلقا، فهذه التظاهرة العبادية التربوية الاجتماعية، وهذه الملحمة المميزة للعشق والبذل والثبات التي تستغرق اكثر من شهر في كل سنة ويشارك فيها ملايين البشر من مختلف دول العالم، تستحق بل تستوجب، ان ينتج عنها اعمالا سينمائية ومسرحية وتلفزيونية تليق بها، وتكشف عن الصورة المميزة فيها، وتعالج الثغرات والخلل، وتصحح الاخطاء، وتوصل رسالة الى كل العالم عنها وعن دورها.
مما لا شك فيه، ان استحقاقات كبيرة اخرى، تتطلب آلاف الاعمال الفنية، ولو كانت في بلدان اخرى لأنتجت عنها اعمالا تستحق الاوسكار، فمن غير المرضي ولا المقبول، ان تهمل هذه الفعالية العظيمة والثرية بالدروس والعبر والمادة الفنية المميزة، التي تستحق اعمالا درامية وافلاما وثائقية متعددة.
مما يؤسف له، ان تتهافت الدراما والسينما والمسرح لموضوعات تافهة وبسيطة ولا تعني المجتمع، وتقدم صورة سيئة عنه، وتهمل قضايا مهمة وحيوية وثرية بأفكارها ومادتها.
ادعو كل المعنيين ممن لديهم قدرة الانتاج والتمويل، والكتاب والمخرجين، وشبكة الاعلام العراقية، والعتبات المقدسة والوقف الشيعي، ووزارة الثقافة، ان يتم تدارك هذا التقصير، ونشرع بأعمال على وزان فلم الرسالة ويوسف الصديق وغيرهن، مضافا للافلام الوثائقية..