……………
أَطفَحتِ لي كاسَ الهوى إطفاحا
وسقيتِني من خمرهِ أقداحا
عاقرتُهُ نَهِماً و قد أدمنتُهُ
وعَدِمْتُ عنهُ تَحَوُّلاً وبَراحا
وثمِلتُ بالثَّغرِ المُنَضَّدِ لؤلؤاً
ويَقَنْتُ أنَّ الثَّغرَ أرفعُ راحا
فمضيتُ أنظِم في هواك قصائداً
غزتِ البلادَ روابياً وبِطاحا
ورايتُ بانَ القَدِّ فانقدَّتْ به
منّي الضلوعُ وراعني استملاحا
ليلٌ دَجِيٌّ قد أتى أكتافَها
و دَنا فأسْدَلَ فوقهنَّ وِشاحا
وأبى الجبينُ إزاءَ ليلٍ مظلمٍ
أنْ لا يُنيرَ فأوقدَ المصباحا
تَلِجُ القلوبَ المُغلقاتِ بِلفْتةٍ
فكأنَّ في ألحاظِها مفتاحا
لو تَدهَمُ الليلَ البهيمَ بوجهها
لَتحوَّلَ الليلُ البهيمُ صباحا
ولَوَ انّها برزتْ بِبعضِ جَمالها
في خيرِ غِيدٍ لَاعتُبِرنَ قِباحا
جاهرتُ في ما قد لقيتُ بِحُبِّها
وجعلتُهُ بينَ الأنام مُباحا
لم أكترثْ بالعَذلِ في حبِّي لها
أبداً و لا لمْ أسمعِ النُّصَّاحا
إنْ كنتَ لِلإصلاح جئتَ مُناصِحاً
في الحُبِّ فاقْصرْ لاأُريدُ صَلاحا
إنّ الهوى يا صاحبي في ما أرى
يُحيي النفوسَ ويُنعشُ الأرواحا
وَفِّرْ عليك مَشَقّةَ النُّصحِ الذي
لا أَرتضي جِدّاً بهِ و مُزاحا
ما كنتُ بالنَّاسي الذي قد سرَّني
مُذْ كانَ يوماً بالوَداعةِ لاحا
فتوعَّدَ الأتراحَ باستِئصالها
مُستعجلاً واستقدمَ الأفراحا
……………………..
سليمان شاهين/أبو أبو إياس/