الرافدان وأبجدية تلاقي ليبزغ فجر الشعر بهم , على ضفاف المحبة والاخوة ضفر الشعر جدائله , وفي أمسية كانت مهرجانا كنا , ويحق للمحبين أن يغبطونا لروعة ما قدم شعراء أبدعوا فيما قدموا
في مقره في اللاذقية أقام ملتقى عشتار أمسية مساء الخميس8\9\2022
( ضاق الوقت إلا بنا … عربد الزمان و أعدناه وكما شئنا كان
للنجوم نورا كنا وللأرض العطاء , نعم إنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ) لهم ومع أرواحهم الطاهرة كانت البداية بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواحهم
ثم افتتح المهرجان الشاعر العراقي القديرعبد الفتاح المطلبي الذي امتلك ناصية الحرف , وأمتشق حسام الكلم ليدهش الحضور بما قدم من قصائده اخترنا :
ارفع جناحك
إرفعْ جَناحَك لا مُنيــتَ بخفضِهِ
وانثرْ تباريـــحَ الغــرامِ بنفضِهِ
جَرّبْهُ فوق البحــرِ يأتي موجُهُ
بقضيضهِ طوعاً إليكَ وقضّهِ
لا،لا تخفْ طرْفاً يهيـــمُ بموجةٍ
فمِنَ البصيرةِ أن تميــلَ لغضّهِ
حَلِّقْ وغادرْ كـــلَّ أرضٍ للهوى
أتراكَ تسلمُ لو مشيتَ بأرضهِ
لا تأمنِ النَظَـراتِ إنَّ سهامَها
تعميكَ مثلَ البرقِ لحظةَ ومضهِ
لا يسلم العُشّــاق منْ رشقاتهِا
إلا إذا لاذَ الفـــــــؤادُ بنبضهِ
جنّات عدنٍ في الهوى ونسائمٌ
هبّتْ عليك بعاطرٍ من روضهِ
قد كنتَ ظمآناً ونارُكَ في الحشا
فوددتَ أن يرويكَ سَلْسَلُ حَوْضِهِ
فإلى متى يبقى الرجـــاءُ معلقاً
وإلى متى والريحُ حصّةُ قبضهِ
صلِّ صلاةَ العشـقِ فهي طريقُهُ
إن الصبابةَ ســـجدةٌ من فرضهِ
وإذا وطئتَ حيـــــاضَهُ متبتلاً
فمن التبتّـــلِ أن تذوبَ بمحضهِ
قد مدّ أجنحةَ الهَـــوى فتطاولتْ
ورأيتَهُ في طــــولهِ وبعرضِهِ
فامنحْهُ من غَيم العتابِ سحابةً
حتى وإن صــدَّ الفؤاد برفضهِ
ومن العتابِ تطيرُ ألفُ فراشةٍ
للوجدِ حين يجيء موسمُ فيضهِ
ودليلُ وجدك ان تكونَ مُسَلِّماً
للحسنِ فــــي إبرامهِ وبنقضهِ
ليثٌ له في العشق ألفُ فريسةٍ
يصطادُ غزلان القلوب بأرضِهِ
ولربّــما سـتكونُ صـيدَ لحاظهِ
فيمزقَ الأســــتارَ ما لمْ تُرضهِ
قد حـــلّ يوم الدَيْنِ لا أجَلٌ ولا
من ناسـيءٍ فيهِ إذا لــمْ تقضِـهِ
هبّتْ عواصـــفُهُ عليـكَ كأنها
موجٌ تداعى في العناقِ لبعضهِ
لو كنتَ تعرفُ أنّ في أمواجهِ
غرَقاً فهل تمضي إليهِ لخوضِهِ
ارفع جناحك وانطلقْ إنَّ الجَوى
يشـــفيك من آلامِـــهِ بِمُمِــضِّهِ
وتلاه الروائي الشاعر حسن البحار الذي عن تجربته الروائية و الشعرية وختمها بمقطوعة شعرية و قدّم مجموعة من كتبه لملتقانا مع أعداد من مجلة مرسى الأدب التي يديرها
ثم احتفى المنبر والحرف بالشاعرة ريم البياتي القادمة من محافظة طرطوس التي أذهلت الحضور لقصائدها الملتزمة ذات الطابع الإنساني الفكري حيث قدمت قصيدتين تقول في إحداهما :
مقطع من قصيدة_ أسفار العربي بن مهيدي*
سي العربي ربيب النخل الراعف في
الأوراس شجونا
يُنسبُ للهور إذا مالنخل يُعدّ قرونا
لكنّ نخيل البصرة يابن محمد
فرّخ أقبيةً وسجونا
والبصرة يا بن محمد* أنثى
يعشق عينيها
الخبازون…الفلاحون…القوادون….السكيرون
صيّام الدهر
الثوريون…السجانون…عباد الله
امراة لاترغمها الريح
ولا تقتات بثدييها
لا ترجم باسم الله الخطّائين
أطول من كل النخل
وأصغر من أحلام المنسيين
يجلدها العاشق والزنديق
ويشرب من عينيها النخل
امرأة في عينيها الله
وفي شفتيها الخمر ورجع صلاة القديسينْ
والبصرة يابن محمد
غانيةٌ…
ترقص للنهر الحامل بلم* الأوّابينْ
وتخاتل عند الشطّ القمر اللاهي
وتفضح أسرار العشاقْ
تُرخي كالفرح ضفائرها
جسراً للعابر… أغنيةً
حبلاً يلتفّ على الأعناق
والبصرةُ وجه الشرق الغارق في الإملاقْ
… ريم البياتي….
* العربي بن مهيدي قائد من قادة ثورة الجزائر البارزين
* ابن محمد.. هو علي بن محمد قائد ثورة الزنج في البصرة
* البلم..القارب في اللهجة المحكية العراقية
وكان للدكتور جليل البيضاني المشرف العام على الملتقى قصيدةً ثرة الشاعرية ومن بديع شعره اخترنا هذه القصيدة يقول فيها :
جمرٌ أنا في موقدٍ
يشكو رمادَ الموقدِ
وغمامةٌ في قائظٍ
لاغيثَ أرجو في غدي
وبحارُ حزنٍ ساكنٍ
بين القصائدِ واليدِ
ومفازةٌ في قاحلٍ
لايهتديها المهتدي
وعنادلٌ مرّت على
بِيدٍ بصوتٍ مُجهَدِ
وظلالُ نخلٍ يابسٍ
وحقولُ فكرٍ أجردٍ
هذا أنا ياسيدي
عطرٌ بشيءٍ موصدِ
هذا أنا في دفتري
بابٌ ومفتاحٌ صدي
هذا أنا في موطني
خالٌ بوجهٍ أسودِ
كما شارك الأستاذ ايمن اسعد نائب مديرة ملتقى عشتار
بقصيدتين الأولى حملت مضامين قومية عروبية والثانية للوطن الغالي سورية /
طافِتْ على الأشواقِ أيّامــي بهــا
نشوى .. وما بَرِحَتْ بها إنْ تَعكُفِ
فأتيتُ سبّاقـاً يُخــامِرُنـــي الهوى
ثَمِلُ المحاجِرِ كالنّديـــمِ المُســرِفِ
خَبَّأْتُ أبهـــى نَجمَـــــةٍ لمَســــائِها
وحَمَلْتُ تاريــخَ الحنينِ بمعطفـي
وكَسِـرْتُ ثالوثَ المُحــالِ ، فمًا أنا
في طَيِّ دنياها سوى الخِلُّ الوَفي
الدكتور عماد أسعد عضو الملتقى اتحفنا بما قدم في عدة قصائد منها :
سقرٌ يهزي ونارٌ وكمَد
أيُّ حالٍ كدّنا منه الرّمَد
وهوينا في ظلامٍ دامسٍ
أرمدَ الأجفان عُهراً وفَسَد
ماعهدنا أنّنا في لوسةٍ
ولجَت فينا فأذرت بالجَسد
فجَّرت فينا رماداً طافحاً
أجربَ البيداء حتّام حصَد
كلَّ غضٍ فارعٍ جفَّ ولا
ثمراً أبقى ولا تِبراً وجَد
وكأنَّ النّاس في أيامنا
تستطيبُ الذّل أعلاه السَّمَد
نتداعى في هزيعٍ أرقشٍ
نندبُ الهدبَ ويغوينا النّكَد
حالنا الجرباءُ تهوى نهلةً
من غديرٍ ضاع مجهول الفنَد
ظمأٌ ناخَ يباباً أقفراً
أوعسَ الغبراءَ واستّلَ غمَد
كلَّ صدرٍ جفَّ والضّرع غفا
عن عيون الطِّفل حتّام رقَد
في سباتٍ ما توافا ذائلا
أينع الصّحراء من رملٍ كسَد
غاب عقلي في دياجير الفَنا
ومن الجلواء أكدا فكَند
وختم الشاعر غياث علي جوني الأمسية المهرجان بقصيدتين حملتا روعة الحرف ومعناه يقول في إحداها :
خَلِيْلَيَّ اقْتُلَا هَمَّي :
خَلِيْلَيَّ اتْرُكَا نُصْحِيْ وَقُومَا
إَلَىٰ الْخَمَّاْرِ نَرْتَشِفُ السُّلَافَا
فَلَا وَ اللَّهِ لَمْ يَعْدِلْ مِزَاجَاً
شَرَابٌ مِثْلُهَا أَشْفَىٰ وَعَافَىٰ
إِذَا الْأَرْوَاحُ لَمْ تُرْوَ بِرَاحٍ
يَمُوتُ الْحُسْنُ فَي الدُّنْيا جَفَافَا
فَهَلْ أَرْضَىٰ بِغَيْرِ الْحَاْنِ بَيْتَاً
أَطُوْفُ بِهِ ، وَأُمْطِرُهُ طَوَافَا ؟
وَأَسْتَجْدِي الْقَوَافِيَ كُلَّ دِنٍّ
أُعَتِّقُهُ وَأَشْرَبُهُ اغْتِرَافَا
خَلْيْلَيَّ : السُّلَافَةُ سِرُّ بَوْحِيْ
أُبَاشِرُهَا فَأَنْفَجِرُ اعْتِرَافَاّ
بِمَا يُضْنِيْنِيْ مِنْ وَلَهٍ تَخَفَّىٰ
وَمَا أَلْقَاهُ مِنْ عَيْشٍ أَخَافَا
كَنَارٍ أَجَّجَتْهَا الرِّيْحُ طَوْرَاً
فَطَالَ أُوَارُهَا جَبَلَاً وَنَافَا
وَأَذْكُرُ مَا انْتَهَىٰ بِالنَّازِلَاتِ
إِلَىٰ النِّسْيَانِ وَاخْتَتَمَ الْمَطَافَا :
لَيَالِي الْأُنْسِ، أَشْوَاقِي وَحُلْمِي،
وَبِنْتُ الْكَرْمِ أَوْلَىٰ أَنْ تُضَافَا
كَمَا النَّوَاسُ قَدَّسَهَا وَأَمْضَىٰ
حَيَاتَهُ فِيْ مَعَاصِرِهَا اعْتِكَافَا
أُقَدِّسُهَا وَأَطْلُبُهَا اهْتِدَاءً
وَأُكْبِرُ مَنْ يُعَاقِرُها احْتِرَافَا
هِيِ اللَّذَّاتُ فِيْ وَجَعِ الْمَسَاعِيْ
وَذَاتُ الْوَحْيِ إِذْ عَنِّيْ تَجَافَىٰ
خَلِيْلَيَّ اقْتُلَا هَمِّيْ بِخْمْرٍ
مُشَعْشَعَةٍ تَمَلَّكَتِ الشِّغَافَا
هِيَ الزُّلْفَىٰ لِدَيَّانٍ وَدِيْنٍ
هِيَ الْإِنْسَانُ قَدْ آخَا وَصَافَىٰ
سَأَلْزَمُهَا وَأَلْزَمُهَا لِأنِّيْ
عَفِيْفُ النَّفْسِ أَلْتَزِمُ الْعَفَافَا
ختم المهرجان بكلمة للدكتورة أسية يوسف مديرة الملتقى شكرت فيها الشعراء لبديع ما قدموه والحضور من أعضاء ومحبين ومهتمين ,ثم قدّمت بطاقات تكريم و تقدير للسادة الشعراء بحضور نخبة من أدباء و شعراء و فناني عشتار.
قدمت إعلامية الملتقى الأستاذة منيرة أحمد\ مديرة موقع نفحات القلم \ الضيوف والمشاركين من شعراء ملتقى عشتار
نفحات القلم \ منيرة أحمد