المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح ٠
طبعا تبقى الحقيقة تقول بأنه إذا أليقت نظرة على الوضع القائم في عالمنا العربي تجد طبعا الأمة العربية تمر بمرحلة حضارية وتاريخية وسياسية حاسمة؛ لذا طبعا تبقى الحقيقة تقول بأننا نحن العرب اليوم بحاجة إلى الواقعية في التفكير والممارسة لفهم المرحلة واستيعاب معطياتها ٠
لذا طبعا يبقى القول بأن الدول العربية رغم اجتهاداتها المتعددة فإنها قد أصبحت مقتنعة بأن مصيرها واحد ومصلحتها مشتركة من جهة وأن ترابط دولها وشعوبها مسألة محسومة من جهة ثانية هذا طبعا في وقت هناك ترقب عربي لانعقاد القمة العربية في الجزائر في الفاتح من نوفمبر طبعا الثورة الجزائرية المباركة لكن هذا طبعا يبقى يتطلب ي توفير أجواء تصالحية تضمن مشاركة فاعلة من جانب القوى العربية الأبرز. هذا طبعا في ظل تباين المواقف حول ملفات منها تمثيل الحكومة السورية، والعلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب، والوضع في ليبيا. هذا طبعا ويبقى من المعروف أن القمم الدورية العربية ثابتة في موعدها وهو أواخر شهر مارس من كل عام. وقد تم جعلها سنوية منذ مؤتمر القمة في القاهرة عام 2000، وقبل ذلك كانت القمم تنعقد للضرورة، بناء على طلب من دولة عربية أو لمواجهة أزمة سياسية عامة أو سوى ذلك من المشاكل والقضايا.
هذا طبعا ووفقاً لسجلات الجامعة العربية، فإن تاريخ القمم العربية كمؤسسة سياسية، قد بدأ فعلياً في 13جانفي من عام 1964 مع انعقاد القمة العربية الأولى في العاصمة المصرية بناء على اقتراح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقبل هذا التاريخ لم تكن المؤتمرات العربية تتخذ طابعاً مؤسساتياً، بدأً من مؤتمر بلودان العربي الأول في سوريا عام 1937، ومؤتمر بلودان العربي الثاني عام 1946، ومؤتمر أنشاص العربي في مصر عام 1946. لكن طبعا الذي حدث هو أن القمة العربية التي تمثل أحلام العرب في تحقيق نوع من التكامل العربي قد أصبحت في كل مرة تتعرض للتأجيل ومهددة بالتوقف، بسبب تضارب المواقف السياسية بين الدول العربية، إضافة إلى تدخل الدول الإقليمية في الشؤون العربية٠وهو الأمر الذي كان قد طرأ بعد حدوث ثوراث عربية ولم تغير هذه الثورات أو يأتي بأي جديد لصالح للشعوب العربية وإنما كانت عبارة عن فوضى وخراب؛ و الدليل ما يحدث في ليبيا اليوم ٠
حتى وإن كانت هذه الثورات طبعا نقمة على الشعوب التي قامت بها ٠ هذا طبعا وهاهي اليوم المواقف العربية متضاربة، وليس من السهل الوصول إلى تسويات سياسية في ظل اختلاف الرؤى داخل البيت العربي، وربما يتوقف انعقاد القمم العربية حتى تستقر المنطقة، وقد يطول الأمر، لأن القوى العربية الأساسية غير قادرة على لعب دور المنقذ لغيرها، وهي مبتلية بقضايا مصيرية مهمة. ومن هنا فإن الأمة العربية قد تتجه نحو مزيد من الفرقة والتباعد، وربما تتشظى وتتقسم دول عربية، ما قد يؤدي إلى زيادة عدد الدول العربية. فالوضع في ليبيا يتجه نحو تقسيم واقعي؛ حيث توجد حكومتان: واحدة في طبرق في الشرق، وأخرى في طرابلس في الغرب، والسودان يقف على أعتاب كارثة، إثر استمرار مسلسل الفوضى، ولم تشفَ جراح سوريا، وما زالت قضيتها معلقة في أروقة مجلس الأمن الدولي، ولم يزل العراق يجاهد للخروج من أزماته المتلاحقة. أما الصومال فهو مقسم في واقع الأمر، ولن يعود دولة واحدة. هذا طبعا وقد لا تتوضح معالم ما يجري اليوم في العالم العربي إلا بعد مرور سنوات طويلة، وإلى أن يحين ذلك الموعد، ستبقى الجامعة العربية، مجرد مؤسسة قائمة لا تملك الفاعلية التي كانت لها قبل حدوث ما حدث، وقبل انكشاف الواقع العربي. هذا طبعا وتبقى الحقيقة تقول بأن الجزائر تعيش هذه الأيام حركة دؤوة وعمل مستمر من أجل إنعقاد القمة العربية في وقتها المحدد في الفاتح من نوفمبر القادم المقبلو ستبحث هذه القمة إصلاح الجامعة العربية بما يتماشى والرؤية المشتركة للعمل العربي المشترك. هذا طبعا وكانت الجامعة العربية قدحملت على مدار 70 عامامنذ تأسست في 22 مارس 1954العديد من مشاريع الإصلاح التي كانت تصطدم دائما بالعراقيل والصعوبات. وحتى الأهداف التي حققتها الجامعة حتى الآن تبقى بسيطة رغم وجود نوايا الإصلاح المعلنة دائماً. هذا طبعا في وقت ظل فيه عمل الجامعة مرهون بأمرين أساسين، ويتعلق الأمر الأول بالقضايا الكبرى التي لا يوجد حولها خلاف حقيقي عميق، كالقضية الفلسطينية وعلاقة الدول العربية بالدول الإفريقية ومسألة محاربة التنظيمات الإرهابية بمختلف ألوانها. أما الرهان الثاني فهو يتعلق حسب المستشار السابق للجزائر في جامعة الدول العربية بتقليص حدة الخلافات أو إبقاءها على حالها عند موعد انعقاد القمة بالنظر للدولة التي تحتضن القمة.
هذا طبعا ويأتي موعد عقد قمة الجزائر التي طال انتظارها بعدما كانت مبرمجة في 31 أكتوبر 2020، هذه المرة في وقت حساس جداً تمر به العلاقات بين الدول العربية خاصة بين الجزائر والمغرب، والتي طبعا يأمل عربي ألا تأثرهذه التوترات على سير القمة، لكن طبعا لا تعتبر معجزة ستتحقق خلال قمة الجزائر هذه ٠ هذا طبعا وتعتبر هذه المرة الرابعة التي تحتضن فيها الجزائر أشغال القمة العربية، حيث احتضنها لأول عام 1973، ثم عام 1988 وأخيراً عام 2005 وهي القمة التي تزامنت مع تخليد الذكرى الـ60 لتأسيس الجامعة.ذا طبعا وتبقى الخلافات وتباين المصالح بين الدول العربية هي أكبر أزمة عانت منها جامعة الدول العربية، في وقت كان من المفروض أن تكون محطة للدفاع عن حقوق المواطن العربي. ومع هذا طبعا هناك اليوم مساعي حميدة تحاول منح الجامعة دورا حقيقياً أكبر خارج نص الخطابات الحماسية التي ظلت تشكل مخرجات القمم العربية. لأنه في الحقيقة قد حان الوقت لتجسيد مشاعر الأخوة والتعاضد في شكل قرارات جادة بعيدا عن لغة الشجب والتنديد
٠ كماأن إصلاح جامعة الدول العربية هو أمر ممكن وغير مستحيل، ويحتاج أولا إلى تشبيب الكفاأت وإحداث إصلاحات عميقة داخل المؤسسة وتغيير النظام الداخلي والقوانين التنظيمية. هذا طبعا وكان عقد القمة العربية في الجزائر في البداية آخذ بعين الاعتبار عودة سوريا عبر الباب الرئيسي لجامعة الدول العربية كأحد الشروط الأساسية لعقد قمة جامعة، وهذا في إطار مسعى الجزائر لإصلاح الجامعة العربية. وقيل يومها أن جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية. هذا طبعا ويبقى مشروع الجزائر لإصلاح الجامعة يركز على المبادئ الكبرى، حيث تشتهر الجزائر بإخلاصها لتحالفاتها التاريخية. وهي اليوم حريصة على منح العالم العربي عتبة جديدة لبناء أمن قومي عربي، خاصة وأنه تتمتع بهالة خاصة على الساحة الدولية اليوم، بالنسبة لسياستها الخارجية التي تحاول الحفاظ على المصالح طويلة الأمد للعالم العربي٠
هذا طبعا وتبقى تصطدم هذه التطورات بموقف الرأي العام العربي الذي ينظر إلى الجامعة كمؤسسة عربية كبيرة فشلت في التعامل مع الأزمات الكبرى التي تشهدها المنطقة عام 1945، وهو الأمر الذي يحتاج إلى عمل إعلامي كبير لتحسين صورة الجامعة. هذا طبعا وكانت قد كشفت الحرب في كل من اليمن وسوريا والعراق والأوضاع الأمنية في ليبيا بالإضافة إلى أزمة سد النهضة الكثير من المشاكل ونقاط الخلاف التي أدت إلى تراجع دور الجامعة العربية ووزنها كمؤسسة سياسية عربية كبرى. علما بأن أزمة الثقة بين الشعوب العربية والجامعة العربية كانت قد بدأت بعد نكبة 1948 مع فشل إقامة دولة فلسطينية حقيقية. لذا طبعا قد يحتاج إصلاح الجامعة يحتاج اليوم إلى تحقيق الانسجام بين الدول الأعضاء أولا وثم مناقشة القضايا الكبرى.
هذا طبعا وتعتبرقمة الجزائر الفرصة الأخيرة، لاستعادة زخم مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002 بقمة بيروت التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث وضعت المبادرة شروطا لا تختلف حولها الدول العربية من ناحية الشكل مقابل السلام مع إسرائيل٠هذا طبعا وإن كان قد حسم الجدل الدائر بشأن انعقاد الدورة الـ32 لمجلس الجامعة العربية، على مستوى القمة، في موعدها، طبعا في الأول والثاني من نوفمبر المقبل فإن مسألة عودة سوريا لشغل مقعدها، قد حسم حيث تستبعد سوريا نفسها من شغل المقعد في هذه الدورة ٠ لكنمع هذا لابد من العمل على نجاح هذه القمة، لا سيما في ضوء وجود الكثير من المشكلات العربية. هذا طبعا وسوريا ليست فيها ملامح حل وتعتبرعقبة قد تمت تنحيتها في وقت لا تفضل فيه سوريا إدراج مسألة عودتها إلى الجامعة العربية، حفاظاً على وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة لذا طبعا تمت تنحيتها والعراق أجرى انتخابات ولم تؤدِّ إلى تشكيل حكومة. وهناك مشكلة ليبيا حيث هناك اقتتال داخل طرابلس٠ لذا طبعا يبقى منالضروري احتواء أي خلاف وكل مشكلة من أجل الاحتفاظ بوحدة الصف، تطلعاً للقمة المقبلة المقررة بالجزائر٠
كما إن الحل السياسي هو الخيار الوحيد الممكن، في جميع الأزمات العربية المشتعلة لتحقيق الاستقرار، وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب ووقف نزيف الدم والخسائر الذي تكبدتها الدول عبر السنوات الماضية». وحذر أبو الغيط من تجميد المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية، بوصفه جريمة في حق المستقبل طبعا والحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية يبقى طبعا يتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من جويلية 67، حيث سيظل المفتاح الأهم لاستقرار هذه المنطقة على المدى الطويل٠ هذا طبعا وتبقى الجامعة تنظر إلى التطورات العالمية من زاوية رئيسية ألا وهي المصالح العربية، وكيفية صيانتها وتعزيزها والدفاع عنها خاصة وأنها تتبنى دراسة شاملة حول موضوع الأمن الغذائي، الذي سيكون أولوية عربية بوصفه جزأً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل ٠ في وقت يعيش فيه العالم حالة خطيرة من تلاحق الأزمات وتداخلها وتسارع وتيرتها. وكل دولة تجد نفسها في خضم هذه الأزمات مضطرة للتعامل مع تبعاتها والتجاوب مع مجرياتها ٠ طبعا والعالم العربي ليس بمنأى عنها كتأثيرات الحرب في أوكرانيا وجائحة كوفيد – 19، وما خلفته من تباطؤ اقتصادي واضطراب في الأسواق، وسلاسل التوريد . هذا طبعا في وقت كانت قد فرضت فية التطورات الدولية تحديات كبرى لا تتعلق فقط بأزمة الطاقة والغذاء بل بعملية الاستقطاب الجارية في سياق إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في العالم، ما يتطلب من العرب رفع مستوى التنسيق لأقصى درجة بما يحفظ مصالح دولهم وشعوبهم٠
هذا طبعا ويبقى من الضروري التصدي للتحديات الضخمة التي تواجه الأمة، بهدف استعادة مكانتها ووحدتها، وبما يدعم مفهوم الدولة الوطنية والحفاظ على مقدرات الشعوب العربية٠ هذا طبعا وتبقى الجزائر عاقدة العزم على استضافة القمة العربية قبل نهاية العام الجاري، بالتزامن مع الاحتفال بذكرى مرور 60 عاماً على تحرير الجزائر٠كما أنها لا بد أن تعقد بصورة دورية بصرف النظر عن وجود خلافات من عدمه، وذلك ليس لتأكيد الثوابت وإنما للتعامل مع التحديات ٠هذا طبعا وتبقى الجزائر تحرص على تعزيز أطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، والانطلاق بها إلى آفاق أرحب اتساقاً مع عمق أواصر الأخوة بين البلدان و الشعوب العربية ٠ كما أنها تعز بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمميزة مع أشقائها العرب ٠ لذا طبعا فهي تولي أهمية تعزيز مجالات التعاون مع كل البلدن الشقيقة و الصديقة خلال الفترة المقبلة في كل المجالات٠ ذا طبعا مع إعطائها أهمية لتكثيف التنسيق المتبادل للعمل على استعادة الأمن والاستقرار والسلام في كل بلدان العالم ٠