محمد بوداي- القلم
من منا لا يعرف أو لم يسمع بالحاج أحمد قادرف الرئيس السابق لجمهورية الشيشان الذي دفع حياته ثمناً لمواقفه الجريئة؟ من منا لم يسمع عن تلك الشخصية القفقاسية الفذة التي جمعت للمرة الأولى بين صفات المؤمن التقي وصفات السياسي المحنك؟ القائد القدوة والزعيم الذي يترجم أقواله إلى أفعال, ولا يخشى في الحق لومة لائم. فاستحق لهذه الصفات التي امتاز بها احترام شعبه الذي انتخبه رئيساً للجمهورية، واستحق تقدير الدولة التي وثقت به، وأرضى الله الذي اختاره شهيداً. أحمد خاجي قادرف هو أول مسؤول شيشاني اكتشف أن الحرب في بلاده ماهي إلا مؤامرة دولية كبرى تقودها المخابرات الغربية لتحقيق مصالحها في روسيا على حساب دماء الشعب الشيشاني، فكان قادروف القائد الذي وضع مصلحة شعبه فوق كل اعتبار وأبرم معاهدة السلام مع روسيا، فأنقذ بذلك شعبه من الهلاك وأنقذ صورة المسلم من تهمة الإرهاب. احمد خاجي قادرف لم يكتف بذلك بابرام وثيقة سلام مع روسيا بل، دعا رفاق الأمس جميعاً لإلقاء السلاح والانخراط بالعملية السلمية وإيقاف هذه الحرب العبثية البائسة الغير المبررة. الكثيرون الذين كانوا يبجلون هذا الشيخ العظيم وثقوا به وانضموا إليه, وبهذه الخطوة السياسية البارعة, فحوَّل بذلك المشكلة الشيشانية من مشكلة دولية تُسيَّر من الخارج حسب مصالح اللاعبين والمتلاعبين بدماء الشعب الشيشاني, إلى مشكلة داخلية يكون حلها بأيدي الشيشان أنفسهم. وحوَّل الحرب الشيشانية من حرب بين روسيا المسيحية والعالم الإسلامي إلى صراع بين فئتين شيشانيتين إحداهما فهمت الاسلام فهماً متطرفاً تكفر ما عداها. والأخرى فهمت الإسلام كما يجب أن يفهم ديناً للتسامح والسلام والمحبة والعيش المشترك. الكثيرون اليوم لا يفهمون سر هذا التحول الجذري في فكر أحمد خاجي قادرف ويتساءلون: ترى ما الذي دفعه لمصالحة أعداء الأمس ومحاربة أصدقاء الأمس؟ بعضهم اتهمه بالطمع بالسلطة, وآخرون اتهموه بالخضوع للتهديدات الروسية، أما قادة المتطرفين فقد اتهموه بالكفر لأنه والى الكفار الروس. وكل هذه الأحكام بنظرنا غير دقيقة وهي نابعة عن الجهل بشخصية هذا القائد الكبير. فهو المؤمن التقي الذي لم يتجاوز أحكام الشريعة، ومن كان مثله لم يكن ليحارب أخوته في الدين والدم من أجل السلطة. إنه الزعيم القومي الشجاع الذي اختصر بشخصيته كبرياء الشعب الشيشاني. الشخصيات التاريخية كأحمد قادرف لا تبني قراراتها على العواطف ولا تتخذها بشكل ارتجالي كردود افعال انعكاسية لأحداث طارئة, بل تنطلق من قناعات تبلورت على أساس تحليل الواقع الملموس على الأرض والتنبؤ بنتائجها المستقبلية على مصير الشعب. الشخصيات التاريخية كأحمد قادرف لا تنطلق من شعارات تداعب عواطف الناس وتهيج مشاعرهم لفترة قصيرة، بل تنطلق من برامج متكاملة تسهم بتوفير الأمن والاستقرار على المدى القريب وبرفع المستوى الاقتصادي للشعب على المدى البعيد. بحكمة هذا القائد الفذ،أصبحت الطائرات التي كانت تقصف الشيشان بالأمس تنقل اليوم المساعدات إليها. الجنود الروس الذين كانوا يحاربون الشيشان تحولوا إلى جنود يسهرون على حماية أمن المواطن. الأموال التي كانت تصرف على التدمير تصرف اليوم على التعمير. خيام النازحين الشيشان التي كانت تتناثر في أنغوشيا وجورجيا تحولت إلى بيوت على أرض الوطن. كل شيشاني هدم بيته حصل على تعويض سخي لإعادة إعماره. كل مواطن لديه فكرة أو مشروع اقتصادي مجدٍ يحصل على قرض طويل الأمد لتنفيذ مشروعه. الأطفال الذين كانوا يلعبون بالرصاصات الفارغة وشظايا القنابل صاروا يلعبون بالكمبيوترات. الأطفال الذين بلغوا الخامسة عشرة ولم يسمعوا إلا أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص صاروا يستمعون للموسيقى والأغاني.الأطفال الذين توزعت حياتهم بين البيوت المهدمة والملاجئ المعتمة تتوزع اليوم بين المدارس والنوادي. وكل أطفال الشيشان بدون أي استثناء خصصت لهم الدولة برامج ترفيهية في أرقى المنتجعات. هم اليوم يسمعون الموسيقى يرقصون ، يسبحون لأول مرة في حياتهم. كل هذا التغيير حصل بفضل حكمة شخص واحد وهو احمد قادرف الذي استطاع في لحظة تاريخية حرجة اتخاذ القرار المناسب معيداً البسمة لأطفال بلاده والأمل لشبابها والاستقرار لشيوخها. أهمية الدور الذي لعبه أحمد قادرف يتجلى بكونه أول قائد ديني– سياسي في القفقاس أدرك الفرق بين الإرهاب كعقيدة والإرهابيين كأدوات لها. و في حين كانت الحكومة تحارب أدوات الارهاب, وجه القائد طعنة مميتة لعقيدة الإرهاب بذاتها مجرداً الإرهابيين من الغطاءالايديولوجي الذي كانوا يتسترون به. يخطئ من يظن أن الصراع بين أنصار أحمد قادرف والمتطرفين صراع بين فئتين شيشانيتين إحداهما تحظى بتأييد الغرب والأخرى بتأييد روسيا. في الحقيقة هو صراع بين تيارين فكريين إسلاميين حول بعض المفاهيم الدينية و بخاصة موضوع الجهاد والقتال ضد الكفار الذي استخدمه المتطرفون لتبرير حربهم ضد روسيا بالرغم من تفاوت القوى. وبين المعتدلين بقيادة أحمد قادرف الذي فهم بأن للجهاد والقتال شروطاً لا تتوفر في الشيشان وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. المتطرفون فهموا الإسلام على أنه يلغي بقية الأديان، ويحرم على المسلم إبداء مظاهر المودة والصداقة وتقديم المساعدة لأهل الكتاب بدعوى أنهم كفار,وأن الإسلام يأمر المسلمين بقتل الكفار أينما وجدوا وبشتى الطرق. ويعتبرون تفجير البيوت فوق رؤوس النيام, وتفجير الطائرات المدنية في الجو بركابها, واختطاف الرهائن المدنيين في المسارح والمستشفيات, وقطع رؤوس موظفي الإغاثة الدولية جهاداً في سبيل الله. ويعتبرون أن من أبرم معاهدة سلام مع روسيا {الكافرة} هو كافر مرتد وجب قتله. أما أحمد قادرف فقد رأى أن كل ما يعتقده أولئك المتطرفون لا يمت للإسلام بصلة. فالإسلام دين محبة وتسامح وتعايش وليس دين كراهية وحرب وحقد وصراع، وأن الله لم يعتبر اهل الكتاب كفاراً برمتهم، وحرم قتل الأبرياء؛ ومنع الانتحار مهما كانت الأسباب وأقر بإمكانية التعايش مع الكافر. وأمرنا بأن لا نؤذيهم ولا نسب آلهتهم. هو أدرك بعد تجربته الطويلة إن إبرام معاهدة السلام مع روسيا لا يتناقض مع الشريعة الإسلامية. وادرك بأن الشجاعة ليست بحمل رشاش لمقاومة دولة نووية. وأدرك أن روسيا ليست السجن الذي يجب تحطيمه والهروب منه. بل الوطن الذي يجب بناؤه والعيش فيه.
مقارنة بين تصرفات احمد خاجي قادرف والقرآن بفكره الثاقب أدرك أن الأمن والاستقرار والاكتفاء الغذائي هو نعمة ينعم بها الله على من يرضى عنهم. وأن الجوع والخوف عقوبة يعاقب بها من كفر بنعم الله. يقول الله تعالى في سورة النحل: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112). وطالما كان الشيشانيون في عهد سيطرة المتطرفين على السلطة محاصرين اقتصادياً و خائفين وجائعين مهددين بالحرب في كل لحظة،فهذا يعني أن الله لم يكن راضياً عن تصرفاتهم. و عندما أيدهم الشعب غضب الله عليهم فأذاقهم لباس الجوع والخوف. أحمد قادرف فهم هذه النقطة جيداً وخطط لتغيير الأوضاع ولكن كيف؟ لم يكن إيجاد الطريق الصحيح على رجل مثله صعبا فقد ادرك احمد قادرف ان الامن والغذاء هما اللبنة الاولى لإصلاح أوضاع شعبه وكان مصيباً في ذلك. فالله تعالى قدم الأمن والغذاء حتى على العبادة ذاتها. يقول الله تعالى في سورة قريش: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4). لاحظوا كيف طلب الله تعالى من أهل مكة أن يعبدوه، لكن بعد أن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. فالعبادة بحد ذاتها هي اعتراف بنعم الله. كل مسلم يعرف قصة النبي إبراهيم عندما هاجر مع زوجه وابنه إلى مكة, وهناك دعا ربه فماذا طلب منه ؟ يقول الله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128). لاحظوا ترتيب طلبات إبراهيم: 1. الأمن 2. الرزق 3. الهداية وطقوس العبادة 4. التوبة عليهم وانطلاقاً من هذا الفهم للآيات, وضع أحمد قادرف أمن الشيشان ورفع مستواهم الاقتصادي فوق كل الاعتبارات وحذا بذلك حذو النبي إبراهيم . وبما أنه لا أمن ولا غذاء إلا بإبرام اتفاقية السلام مع روسيا فقد أقدم عليها وهو واثق أنه لا يخالف تعاليم الإسلام وبأنه يقدم خدمة جلى لشعبه الشيشاني. واستناداً إلى قوله تعالى في سورة الانفال:( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62). توكل على الله ووافق على إبرام اتفاقية السلام التي عرضتها عليه روسيا. وأنقذ بذلك آلاف الأنفس من الهلاك، ومئات الألوف من الجوع والخوف. لكن هذا التصرف الشجاع لأحمد قادرف قسم المسلمين إلى قسمين, قسم مؤيد وآخر معارض. فمن الذي كان على حق؟ يقول الله تعالى في سورة آل عمران:( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160). لسنا بحاجة لذكاء كبير لنتأكد من أن الله خذل المتطرفين ولم يؤيدهم بنصره، وهذا دليل كاف على أنهم لم يكونوا يسيرون حسب أصول الشريعة الإسلامية. يقول الله تعالى في سورة آل عمران:( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139). لايجادل اثنان ان أنصار أحمد قادرف اليوم هم الأعلون وهذا يدل تلقائياً على أنهم المؤمنون الحقيقيون الذين أرضوا الله بتصرفاتهم فأيدهم الله بنصره. ويعني أن الله غير راضٍ عن تفجير بيوت الآمنين واختطاف الرهائن وقطع رؤوسهم,وغير راض عن حمل السلاح بوجه دولة لا تسئ للإسلام بشيئ. يقول الله تعالى في سورة النور:( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55). وطالما نرى اليوم بأم أعيننا أن الله استبدل خوف الشعب الشيشاني أمنا بعد وصول أحمد قادرف إلى السلطة فهذا يعني أنهم مؤمنون حقاً وأن ما يقومون به من أعمال هي أعمال صالحة ترضي الله . ولأنهم مؤمنون وأعمالهم صالحة نصرهم الله واستبدل خوف الشعب الشيشاني أمناً. وطالما نرى أن الذين ألقوا السلاح وانخرطوا في الحياة المدنية ينعمون بالأمان ، فهذا يعني أن إلقاء السلاح والانضمام للعملية السلمية عمل صالح يرضي الله. وبالتالي فإن وصول أحمد قادرف إلى السلطة في الشيشان كان تحقيقاً لوعد الله الذي وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن يستخلفهم في الأرض. وطالما استخلفهم على أرض الشيشان فهم إذا المؤمنون حقاً وكل تصرفاتهم بشأن إرساء دعائم السلام بين الروس والشيشان وتعمير البلاد وإيواء اللاجئين وتوفير الأمن والغذاء لمليون شيشاني، كلها أعمال صالحة يرضى الله عنها وعن المشاركين فيها. انتصار أحمد قادرف ووصوله للسلطة لم ينسه المتطرفين الذي كانوا لايزالون يحملون السلاح، فهم أخوته في الدم والدين وهو القائد المسؤول الذي يفكر بكل فرد من أفراد شعبه لأن مهمة القائد الحقيقي هي حماية الجميع وليس حماية نفسه وجماعته فقط. واستناداً إلى قوله تعالى في سورة الحجرات:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10). استخدم أحمد قادرف نفوذه الشخصي لدى الحكومة المركزية واستصدر عفواً خاصاً عن كل من يلقي السلاح طوعاً ويعود للحياة الطبيعية. الآلاف من شباب الشيشان لم يكتفوا فقط بإلقاء السلاح، بل انضموا إليه وحملوا سلاح الدولة لمساعدة أحمد قادرف على إعادة الأمن والنظام إلى ربوع بلادهم. كثير من الذين كان ينتظرهم الموت شكلوا اليوم عائلات جديدة. وأشرقت في كل أسرة بسمات المواليد الجدد، براعم الحياة الواعدة للشعب الشيشاني العريق. كل ذلك بفضل حكمة أحمد قادرف. يقول الله تعالى في سورة المائده:( …. مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا…. (32). كم من الأنفس أحيا هذا القائد العظيم؟ كم من الثواب ينتظره عند الله؟ ذلك بعلم الله.أما أكبر نعمة أنعم بها الله عليه في الدنيا فهي الشهادة، أجل فهو أنقذ الكثيرين من الموت فاختاره الله شهيداً ليرزقه الخلود. اليوم هو حي يرزق عند ربه، أما فكره وسياسته فهي أمانة بين أيدينا، وواجبنا هو أن نرسخ هذا الفكر في أذهان شبابنا حتى لا يذهب نضال هذه الشخصية النادرة عبثاً، ولنستفد من تجربته الغنية فالعاقل هو من يخرج من المشكلة بأقل الخسائر الممكنة، أما الحكيم فهو الذي يتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب كي لا تقع المشكلة أصلاً. فلنكن حكماء ولنستفد من تجربة أحمد قادرف ولنجنب شعوبنا القتل والدمار والجوع والخوف، ولنوفر لهم الأمن والغذاء وكل أسباب الحياة. حتى لا تتكرر مأساة الشعب الشيشاني الشقيق في مناطق أخرى من القفقاس. أدعوكم لخطوة جريئة على الطريق الذي شقه أحمد قادرف لننهل من تجربته الحكمة لبناء مستقبل شعوبنا.