فهوَ الرَّميم
لا تنفخي يا أُمَّ هاشِمَ
في الضميرِ العالَميِّ
فَلَستِ من يُحيي الرَّميمْ
فالكلُّ دانَ بِدينِ شيطانٍ رجيمْ
والقتلُ
هذا القتلُ مُتَّفَقٌ عليهِ
منَ القريبِ
معَ الغريبِ
غَداةَ سَجْنُكِ لمْ يُفِدْ
فتآمروا بالليلِ
وافتُتِحَ الجَحيمْ
لا تأمَني إلا السِّلاحَ
وَوَحْدَةَ الصَّفِّ المقاوِمِ
واحذَري
إياكِ من عُهرِ السياسةِ واعتِدالاتِ الزَّنيمْ
أقسَمتُ بالحَجَرِ المُبارَكِ
بالشَّهادَةِ
بالطُّفولةِ
بالأيامى
والثَّكالى
والعَذارى
والصواريخِ التي تهمي على رأسِ المُغيرِ
بأنَّ لا درباً سوى أن تصمدي
حتى انبلاجِ الصبحِ
ما ابهاهُ
اشهَدُهُ انفراجاً يهزمُ الليلَ البَهيمْ
مَرَّغتِ أنفَ النَّاكثينَ العَهدَ
وافتُضِحتْ أكاذيبُ الذينَ تحجَّجوا
بالحرِّ
أو بالقَرِ
عجزاً
بلْ مُمالأةً لِغاصِبِ أقدَسِ الأقداسِ
ذابَ الثلجُ
والسوءاتُ عَرَّتها القنابلُ
والصُّمودُ
أيا الصُّمودُ
أيا الحكيمْ
أحياكِ فخراً
واحتشادَ مواجِعٍ
والخوفَ
يا خوفي عليكِ منَ الأعاربِ
والذينَ تاسْلَموا متصهينينْ
وأراهُمُ
رُعباًمنَ النَّصرِالمؤزَّرِ
يحشدونَ الغدرَ
أعرِفُهمْ جميعاً غادِرينَ
وتَعرفينْ
كم تاجروا بالدِّينِ
بالتقوى
بالدَّمِ المسفوحِ منْ قانا الجليلِ إلى جِنينْ
واليومَ دورُكِ أُمَّ هاشِمَ
فالصمودُ
وغيرُهُ الموتُ انتِحاراً
والجنازاتُ استَعَدَّتْ
كي تُشَيِّعَ آخرَ المُتَمَرِّدينْ
ماذا وراءَ البابِ في أرجاءِ مَكَّةَ يطبخونْ
ويعجنونْ؟
مِلِكُ الهباءِ
ومَنْ يحجُّ إليهِ أعداءٌ
وحَقِّكِ
فارجمي هذا الحجيجَ
استمسكي بالصامدينْ
ولتشهدي
بَلَّغتُ
في وجعٍ وخوفٍ
والتَّفاؤلُ لم يزَلْ
يحدو فؤادي
بالنَّشامى الصابرينْ تَماسُكاً
أحني لعزَّتِهِ الجَبينْ
هاني درويش أبونمير