لَمْ أبكِ سِوَى مرّتينِ
رَغمَ حبّي الكَادِحِ للبُكاءِ ,
مرّةً حين مات أبي
فمَسكَتنِي أُمِّي من قلبي
وضمّتني إلى صَدرها
كيمامةٍ مَطعُونةٍ
وقالتْ لا تَخَفْ ,
ومرَّةً حينَ وافقتْ للمرَّةِ الوحيدةِ
أن أذهب في رحلةٍ مدرَسِيَّةٍ
فعُدتُ ,,
ولم أجِدها ,
مُنذُ ذَاكَ الوقتِ
وأنا أكرهُ الرَّحيلَ والسَّفر ,
أكرَهُ صوتَ إقلاعَ الطَّائراتِ ,
مُنذُ ذَاكَ الوقتِ
وأنا أكرَهُ الأياديَ القاسيةَ القلبِ
التي تُلوّحُ
من نوافذِ الحافلاتِ المُغادرةِ ,
كم تمنّيتُ أن أصرُخَ فيهم
رجاءً لا ترحلُوا ,
مُنذُ ذاكَ الوقتِ يا حبيبتي
ورغمَ حبّي الكادح للبُكاءِ
وأنا لا أخافُ شيئاً
سوى البُكاء ,