قامت ممثلة تركية شهيرة بالتنكر بزي سوري وحاولت تمضية يوم واحد لتكتشف ما يعاني منه السوريون في تركيا.
واعتزمت سيدا جاودر أن تقُصّ معاناة اللاجئين السوريين بصدق، بعمل المكياج اللازم مرتدية الملابس التي تجعلها لا تختلف شيئاً عن امرأة سورية عبست لها الحياة، وحملت في يدها ورقة كتب عليها أنا سورية، لتخرج إلى الطريق حيث ينتظرها ما ينتظر الغريب الذي لا يملك المال في شوارع أكسراي والفاتح المزدحمة، مركز مدينة إسطنبول.
وتروي جاودر، بحسب ترك برس عن معاناتها في الحصول على عمل، حيث تشابهت إجابات المحال التجارية التي سألتها عن أي عمل تكسب منه لقمة عيشها، لتوصد الأبواب في وجهها بقول: صاحب المحل ليس هنا
فقدت الممثلة الأمل في إيجاد عمل، ثم عمدت إلى السؤال عن منزل تستأجره، فأخذت ورقة كتب عليها أنا سورية أريد منزلاً، ودخلت مكاتب العقاريين ليوصدوا أيضاً الأبواب في وجهها قائلين: هل بمقدورك أن تستأجري بيتاً؟
وقال آخرون: ليس لدينا وقت نضيعه معك، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء القيام من الكرسي الذي يجلسون عليه، كما تروي، وقال غيرهم : ليس لدينا بيوت للأجرة، في الوقت الذي كانت فيه إعلانات منازل الإيجار تملأ واجهات محلاتهم.
وتقص جاودر الجوع الذي ألم بها بعد هذا المشي لتكتب على ورقة أنا سورية ساعدوني حباً بالله فأنا جائعة، وتدق هذه المرة أبواب المطاعم لتواجهها عبارات الصد المشابهة.
وبعد أن فقدت الأمل بأن ينظر أحد في وجهها، تختار جاودر جامع الفاتح لتجلس على بابه طالبة العون، وتبيع مناديل من أجل أن تكسب بضع ليرات، وتوضح الممثلة جاودر إن الجامع بيت من بيوت الله، لا يمكن أن يُرد السائل فيه لذلك اخترته.
اشترى البعض مناديل في حين اكتفى البعض بإعطائها نقوداً دون أخذ مناديل. وتختم جاودر حديثها عن تجربتها قائلة: لفت نظري أن الرجال كانوا أكثر شفقة ورأفةً من السيدات، في حين أزعجتني نظرة رجال آخرين رغم مظهري البائس.
ولخّصت تجربتها في النهاية بقولها: لا تخافوا من أن تمتلكوا قلوب بشر، فالإنسانية أجمل شيء في العالم.
عن داماس تايمز