أضف على هذا أن والده كان مدمنًا للخمر أيضًا مما يجعله معلمًا غير مثالي بالرغم من كونه معلمه الأول. أما والدته التي كانت –على حد تعبير بيتهوفن- أفضل صديق له، فقد ماتت وهو في سن السابعة عشر تاركة له مسئولية العائلة.
قدّم بيتهوفن أول حفلاته الموسيقية المعروفة في الثامنة من عمره وذلك في مدينة “كولونيا” كما قام بنشر أولى أعماله وهو في الثانية عشر من عمره عام 1783.
بعد أن بدأت عبقرية بيتهوفن تظهر للجميع، قرر الأمير “ماكسيمليان فرانز” ارسال بيتهوفن الى فيينا التي كانت تعد عاصمة الموسيقى في ذلك الوقت من أجل إكمال تعلم الموسيقى وذلك عام 1789.
تتلمذ في فيينا على يد “هايدن” الا أن العديد من الخلافات وقعت بينه وبين معلمه، فبدأ يتنقل بين معلمين آخرين مما ساهم في صقل شخصية بيتهوفن الفنية والموسيقية.
بدأ بيتهوفن في نشر سطوته الموسيقية التي أثارت دهشة فيينا، حيث نظم حفلة موسيقية عامة في فيينا عام 1797، ثم بعدها نظم سيمفونيته الأولى بجانب بعض المؤلفات عام 1800..
ثم أتبع ذلك بجولة موسيقية في العديد من المدن ليكتسب حينها شعبية جماهيرية جعلت الجميع يعجبون بعبقرية هذا الشاب بما فيهم الطبقات الأرستقراطية التي قامت بدعمه.
بدأ بيتهوفن يُصاب بصمم بسيط عام 1802، فبدأ حينها في الانسحاب من الأوساط الفنية، ومع ازدياد حالته بدأ يتجه للوحدة. كان مصابًا باليأس لدرجة كادت أن تصل به الى الانتحار حيث قال مرة “يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئاً، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حداً لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك”
بالرغم من اصابة بيتهوفن بالصمم، إلا أن هذا لم يجعله يتوقف عن ممارسة موهبته العبقرية، فقام بتأليف أكثر مؤلفاته شعبية وهي السيمفونية الخامسة والتاسعة. كذلك أضاف العديد من التغييرات وقدم الكثير من الإنتاج الفني التي جعلته بالفعل يعتبر عازفًا من أجل أجيال المستقبل، فقد ترك بيتهوفن ميراثًا فنيًا ما زال خالدًا حتى اليوم، حيث تعتبر سيمفونياته أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية.
توفي بيتهوفن في 27 مارس عام 1827 عن عمر لايتجاوز 57 عاماً .
إعداد : محمد عزوز