اكتشف العلماء حفريات من فصائل بشرية غير معروفة داخل كهف في جنوب أفريقا، وتعود هذه الفصائل إلى جنس "الهومو" الذي ينتمي إليه الإنسان الحديث أيضًا.
وعثر العلماء على أكثر من 1500 عظمة تعود إلى 15 فردًا يجري تحديد عمرها حاليًا، ويعتقد العلماء أن عمرها يتراوح بين 20 ألفًا إلى مليوني عام.
ويعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى ملاحظة بقايا بشرية خلال شق في جدار من الحجر الجيري داخل الكهف، ووجدت العظام في كهف "ريسينغ ستار" في مقاطعة غوتنغ جنوب أفريقيا في موقع "كرادلي أوف هيومنكيند" التراثي العالمي في غرفة نائية لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال تسلق الشقوق.
وأفادت قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، بأن الغرفة تقع أسفل شلال بطول تسعة أمتار وعرض قدم واحدة، ولم يتضح حتى الآن كيف انتهى المطاف بأكثر من 10 هياكل عظمية لأطفال وأفراد مسنين في منطقة نائية من كهف كبير، ولم يستبعد الباحثون احتمالية التخلص من الجثث في الكهف عمدًا أو نصب فخ الموت للبشر جميعًا في الكهف لسبب غير معروف.
وإذا كان سيناريو الدفن هو الصحيح فإن من الطبيعي استخدام المشاعل كمصدر للضوء الصناعي نظرًا لكون الممرات الضيقة خالية تمامًا من الضوء، وتحظي العظام بحالة سليمة بما في ذلك العظام الداخلية الحساسة في الأذن.
وذكر رئيس الأبحاث في أصول الإنسان في متحف "التاريخ الطبيعي" في لندن البروفسور كريس سترينغر: "يوحي موقع الكهف العميق بأن العظام وضعت هناك بواسطة بشر آخرين وهو ما يشير إلى سلوك معقد للجنس البشري البدائي".
وأوضح العلماء أن العديد من هذه الفصائل ربما تظل غير مكتشفة بسبب بعد الكهف وعمقه، وتمثل هذه الاكتشافات تحديًا للفريق الدولي من العلماء المكلفين بتحليل الشيخوخة والعظام.
وأضاف الدكتور سترينغر: "تتشابه بعض فصائل الهومو مع الإنسان البشري الحديث فلديها يدان ورسغ وقدمان، كما يتشابه الدماغ الصغير وشكل الجزء العلوي من الجسم لهذه الفصائل مع فصيلة إنسانية سابقة تسمى أوسترالوبيثيسينيس، وعلى الرغم من أننا لا نعرف حتى الآن العمر الدقيق للعظام إلا أن اكتشاف حفريات 15 فردًا يعد شيئًا ملفتًا للنظر، ويشير مزيج الصفات المكتشفة إلى مدى تعقيد شجرة العائلة البشرية، وأننا لا زلنا نحتاج إلى مزيد من البحوث لفهم أصول جنسنا البشري".
ويأمل العلماء بأن يسلط "الهومو" الضوء على الانتقال من فصيلة "أوسترالوبيثيسينيس" إلى فصيلة البشر الحديثة، ما يساعد في معرفة كيف تلاءم الإنسان مع العالم الطبيعي، وظهرت فصيلة "أوسترالوبيثيسينيس" منذ حوالي أربعة ملايين عام، وكان الدماغ مثل دماغ الشمبانزي.
واعترف العلماء أن الأمر ربما يستغرق عقودًا قبل أن يستطيعوا تحديد كيف تلاءم "الهومو" مع الشجرة البشرية المعقدة، وسيتم الكشف عن حفريات "الهومو" في الحدث العلمي "Natural History" المقرر عقده في 25 أيلول / سبتمبر على أن تُعرض المكتشفات في معرض تطور الإنسان الذي سيفتتح في المتحف نهاية تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
ومن المقرر عرض الهيكل العظمى الذي أعيد بناؤه لفصيلة "أوسترالوبيثيسينيس" جنبًا إلى جنب مع الفصائل المكتشفة مؤخرًا في جنوب أفريقيا، ويمكن معرفة كيف تطور البشر على مدى ملايين الأعوام من خلال اكتشاف هذه الفصائل القديمة.