يــــاصـــــــديـقـي
….. ……. ……
الـجرحُ أكـبر من ظل النهـر
في عيون فـتوحات أكاذيب السـيوف
وصـوتُ حجـلِ الــبلاد أعـلى وأعـلى
مــن صــوت الــغــرابِ الــجالس
في ظلمة أدغـــال الـخِـرَقِ السود
فرقتنا أشغالنا اليومية
لم ننتظر دعــوةً وبطاقات
عاد يجمعنا حاضر السياج
·
مــــن أنـــا ؟
أنـــا برق الــبدء
الـمحاربُ إلى أول الـحقيقة
الناقوس أنـــا والمئذنة
وكلُّ نصوصِ الأقدمين أنـا
الموسيقا التي ترافـق الشعـراء
حين يتعاطون من كأس القصيدة
الشرابَ العنبري
أنـا انتباه الرصيف للعابرين
إلى وضوح لون الشال
على جيد الغيم المولودِ من شآبيب الغار
حــدثني عـنك
مــن الجريح بيننا ؟
مــن الممتلئ بعشق الــثرى أكـثـر؟
بيننا لا فـــرقَ لا فـــرق
نـادني بـاسمي ,
كأني أرى اســمي عـلى شفاه النجوم يلمع
الــريح سَهُـوكٌ يــاصــديـقـي
أنــا ,وأنــت , وهــذي الطـريـق
وصخـرُها شــاهـدٌ عــلى الـخُطا
إن استعجلَـتْ الكَـرَّ ,كانت تعـتذرُ
إن أيقظـتْ الـندى عـلى أجنحة العصافـير
وأنـتَ تــنده الـشهداء: إني أُودِعُ الأرضَ دمي
بـكـمشةٍ تـرابٍ يـتوضأ جـسـدي
ألـبسُ الـعـلمَ أتهـيأ لـعـرسـي
خـــذوني معـكم
إلـى سـمـاء الأنـــبياء
يـــاصـديـقي
الــغيثُ عـلى يـديـك
يــروي للياسمين حكاياك
أســـندْ جــرحَـك ,اتـكـئ عـلى كـتفـي
الـــدربُ أكــثـرُ صـعـوداً
فــانـتعـلْ زئـيـرَ تـــموزَ الــغــلال
الــمسافةُ ضحـكـةٌ, وغــمـازةُ قـمـر
عاجــــلاً لا آجـــــلاً
يـبتــسمُ وجـهُـكُ للـوقـتِ
الـذهـبي فـي مـسـاء الـُسـنُـونــو
الــُسنـُونـو يـهـزمُ غـــلـمـانَ الـجــراد
يــــاصــديـقـي
اســتــرحْ عــلى كــتـفيّ
بـعضَ الـحنينِ إلى شــجـو مـشمـشِ دارك
وبعضَ أحـــلام الــتلالِ عـــند طـفـولة الشمس
في مــلعـب الـفـراشــة
الـطائـرة إلى فـــضاء الــقـــزِ
إنــي أســمـعُ أنـيـنَ صـــدرك
وذكـــريـاتِ ذراعــيـك
والـحـقـولُ سـنـابـلُ عـمـرِك
لا الــمـوتُ يَـغـلـبـُنا
ولا حــنظلُ الـغـربـاء يَـعْـلَـق بـحـلـقـنا
بـــــكَ أعــتَـني ,وأَعـتَـني بـي
سـجعُ دمــِـكِ عـلى كــفـي
يـدلُـني إلى جهة الضياء
قــمْ مــن جــرحـِـكَ
نــحـتـفـلْ
نـَمسُّ طرف نعاس الجلنار على وسادة الحلم
ينحدرُ الشلال فيفيض أنينك في صوتي
قـمْ من جــرحـك
في انتظارنـا تـقـفُ الـظـهـيرةُ
عـلى قـدم واحـدة
والأخرى أرسَلَـتْها تـفـتحُ سـبيلَ الـوصولِ
إلى الساعة الأولى بـعـد الشفاء
قــم مــن جرحك
في انـتظارنا تِـرْغَـلُ الأمهات
يــاصديقي
لا تــنـمْ
لاتــنــمْ
الـمسافـةُ تـنهـيدةُ يـاسـمـينة
لاتــنــمْ أمـســكْ بــبــاء الـــبـــــلاد .
نـــصــره ابــراهــيـم