يا قيثارةً فرَّ من بينِ أوتارِها
كلَّ طيرٍ مغرّدِ
والعندليبِ والبلبلِ
وطني صبراً على العواصفِ
والتآمرِ المزلزلِ
صبراً وطني
سيُقتَلُ القاتلُ بصراخِ الشهيدِ
المتَرجِّلِ
ودمُهُ سيَحرقُ الخونةَ
ويبقى نصرُكَ يا وطني آيةً تُرَتّلُ
عبثَ العابثونَ الغرباء
وصارَ آخرُهم هو الأوّلُ
كوحشٍ يلوكُ برَحاه دماءَ الضحايا
ويأكلُ
هم لم يشربوا ماءَكَ
وحليباً ما رضعوا
وبترابِكَ ما تيمَّموا لأنهم أبو جَهلَ وهُبَلْ
صبراً يا وطني
فينا الشرايينُ حبالاً تغدوا مشانقَ
للخائنينَ
والعابثُ لابدَّ أن يجندلَ
راحوا يهتفون لحريةِ الذئابِ
وتناسوا أمةً مِنْ يعربٍ
صنعتْ الأمجادَ بلا كلل
ها أنتَ
أيها الجريحُ قد رمَّمتَ الجرحَ
وكلُّ جرحٍ لا بدَّ أن يندملَ
للقادماتِ أنتَ قلعةٌ وللقادمِ من الهولِ
بنيتَ حصناً
عريناً يحميهِ الليوثُ
وعدوكَ من العربِ لشموخِكِ
لن ولم يعقلوا
نحنُ من أشعةِ الشمسِ
لدمشقَ ننسجُ الحروفَ ونهللُ
وحدائقَ الروحِ نبنيها لسوريانا
ونكلّلُ
وغداً سيفُ الحقِّ فيكِ منتظِراً
فزغردي يا شآم
فهذا ربُّ العبادِ في سَماكِ
مزناً من خيرٍ يُهطِلُ ويُرسِلُ
لا اضيمتْ أمةٌ بأرضِ الشآم
دعى لها خيرُ الرسلُ
ارتشفنا العروبةَ بعرشِكَ
وفيك الوحي وفيكَ الرسول يُنَزّلُ
حباتُ ترابِكَ يا وطني نفدي…
ونشيداً لآخرِ قطرةٍ من دمِنا
نُغنّي ونرتجلُ
ليبقى الغارُ وزهرُ الليمونِ يفوحُ عطراً
وسنبقى نزرعُ ونحصدُ السنابل
ومعاولٌ أبتْ أن تصدأَ
وأبى أن يثلّمَ المِنجَل
صبراً يا وطني
لم نأتِ إليكَ يوماً حتى
نُرَحّل
