نيويورك-سانا
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن حماية وتعزيز حقوق الإنسان مسألة نبيلة تستدعي التزام جميع الدول الأعضاء بها مع ضرورة عدم استخدام البعض لهذه المسألة المهمة وسيلة للترويج للإرهاب ونشر البلبلة والقلاقل في دول أعضاء بعينها من أجل قلب أنظمة الحكم فيها بالقوة لمجرد أنها لا تنسجم مع أجندات الدول التي تريد التدخل في شؤون بعض الدول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية.
وقال الجعفري في بيان أدلى به اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “الأمم المتحدة في السبعين.. حقوق الإنسان في مركز الأجندة الدولية” إن بعض الدول دأبت على استخدام مسألة حقوق الإنسان بشكل استنسابي وتمييزي وجيرتها في الكثير من الأحيان لتكون أداة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى ولاستهداف دول بعينها دون غيرها وأكبر مثال على ذلك ما حصل ويحصل في منطقتنا بالشرق الأوسط.
وأوضح الجعفري أنه الأجدر بالدول والأطراف التي تدعي حرصها على حماية حقوق الإنسان أن تكف عن التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول أخرى أعضاء في هذه المنظمة الدولية تحت ذرائع ومسميات واهية لا أساس لها من الصحة كما يجدر بها الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وبأحكام القانون الدولي التي تلزم الجميع باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها واستقلال قرارها السياسي.
ولفت الجعفري إلى أن بعض الدول تتعمد تناسي المعاناة الاقتصادية التي تسببت بها للشعب السوري نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية منذ خمس سنوات وهي الإجراءات التي فاقمت من سوء الحال المعيشي لنسبة كبيرة من السوريين ممن ارتضوا الرحيل للبحث عن قوتهم وقوت عوائلهم بعيداً عن أرض الوطن.
وأشار الجعفري إلى أنه بتاريخ 10 كانون الأول 1948 انضمت سورية للدول الأعضاء التي صوتت لصالح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نظراً لأهمية تلك الوثيقة في صون الكرامة الإنسانية والتي لو تم احترامها والعمل بموجبها لكانت البشرية في وضع أفضل مما هي عليه الآن.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: “إن المتابع لتعامل بعض الدول الغربية مع موضوع حقوق الإنسان يلاحظ الازدواجية لا بل تعدد المعايير التي تتعامل بها تلك الدول مع هذا الأمر المهم إذ أن تلك الدول تتصرف من مبدأ السماح لنفسها بانتهاك حقوق الإنسان في دول أخرى بحجة حماية ذات الحقوق ينتهكون حقوق الإنسان في دول أخرى بحجة حقوق الإنسان ويقتلون المدنيين بحجة حمايتهم”.
وأضاف الجعفري إن “ما حصل في كل من العراق وليبيا هو أكبر مثال على ذلك إذ تتوالى التقارير الدولية واحداً بعد آخر لتؤكد على استغلال هذا الموضوع أبشع استغلال لتركيع دول وتدمير البنى التحتية والاقتصادية الوطنية فيها وقتل وتهجير وتشريد شعوبها”.
وتابع الجعفري “وما تقرير جون تشيلكوت الأخير حول الدور البريطاني وخاصة دور رئيس الوزراء السابق توني بلير في استهداف العراق وإيصاله لما هو فيه حالياً إلا نقطة في بحر الدماء التي أريقت من أجل استجلاب الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في ذاك البلد الجار الشقيق لسورية وها نحن اليوم نرى تداعيات قرار غزو العراق الكارثي ومثله الكثير من القرارات التدميرية بحق دول في المنطقة العربية وجوارها على المنطقة والعالم من انتشار للإرهاب والتفرقة والعنف الذي يندى له جبين الإنسانية لأجيال قادمة”.
وأوضح مندوب سورية إن “الخطير في الأمر أن هكذا ممارسة وهكذا قرار كان من الممكن أن يتم تكرارهما في سورية تحت ذات الحجج والذرائع والمسميات وهو الأمر الذي لم يحصل بسبب رفض الشعب السوري له”.
وأشار الجعفري إلى أن الرأي العام الدولي انشغل منذ فترة بموضوع اللاجئين وخاصة السوريين منهم وتم استغلال هذا الموضوع أسوأ استغلال إما للنيل من سمعة الحكومة السورية أو لعقد صفقات على حساب هؤلاء الهاربين من جحيم الإرهاب كما حصل بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
ولفت الجعفري إلى أن بعض الدول والأطراف التي تتباكى على اللاجئين لم تشر في وصفها وشرحها لمعاناتهم أو للإعداد المهولة من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين قامت تلك الدول والأطراف ذاتها بدعمهم وتمويلهم وتسليحهم وحتى إيصالهم إلى داخل الأراضي السورية ليعيثوا فيها فساداً وخراباً وقتلاً وأن كل ذلك حدث بعد أن تمت إعادة تسمية هؤلاء الإرهابيين الأجانب وإعادة تدويرهم ليصبحوا “جهاديين” طالما أنهم يسفكون دماء السوريين ويدمرون البلاد.