ولد سيرغي يسينين في الثالث من تشرين أول عام 1895 –– في منطقة ريزان في أسرة فلاحية، وأمضى طفولته في أحضان الطبيعة التي ظهرت ظلالها في معظم نتاجاته
أنهى فقط المدرسة الدينية التي يتخرج منها المعلمون للعمل في المدارس الابتدائية.
عاش حياة قصيرة مليئة بالأحداث الدرامية فقد عاصر ثورتين وحربا عالمية حصدت الملايين من الأرواح البريئة وجلبت المآسي لمن بقي على قيد الحياة في ظل هذه الأحداث العارمة كتب الشاعر ملحمتين "روسيا تمتد" و"روسيا السوفييتية" وقد مد فيهما الشاعر يده إلى قرية كبيرة لم يعرفها من قبل. ولم يستطع الشاعر أن يجتاز وعيه القروي حتى النهاية.
ومر الشاعر بأيام مرة وشك وتأرجح وعدم ثقة بالمستقبل فقد انتابته الأحزان والأفكار الكئيبة من جراء الحرب الأهلية التي دامت سنوات وكذلك الدمار الذي لحق بالبلاد ويتساءل الشاعر: "إلى أين يحملنا قدر الأحداث"؟
ملحمته الشعرية "آنا سينجينا" من أضخم الأعمال الفنية وتقوم على أساس غنائي، الحب الأول لابن فلاح عشق شابة جميلة من فئة الأغنياء ولكن هذا التصادم بين المحبوبين يجري على قاعدة الحياة الشعبية الواسعة وصبغ هذه الملحمة بمشاكل اجتماعية حادة استقبلها معاصروه بدهشة وإعجاب.
وصلت إلى روسيا بعد الثورة مباشرة الراقصة الأمريكية ايزدورا دونكان ويقال إنها كانت معجبة برومانسية الثورة من شدة إعجابها قررت البقاء وتأسيس مدرسة للرقص. وقع يسينين الشاب في اسر ذكائها وموهبتها ومظهرها المتطرف. فتزوجا وخرجا في جولة حول العالم وخلال عام ونصف زارا ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وبعد عودته راح ينظر إليه بعين الشك والريبة على الرغم من تصريحاته تغيرت آرائي في وطني بعد زيارتي لأمريكا وهذه الرحلة "زادتني حبا لوطني" وقبل مصرعه التراجيدي في ظروف غامضة كان قد أدمن الخمر وارتياد أماكن اللهو.
عثر في 28 كانون الأول/ديسمبر في عام 1925 الساعة 10.30 وفي الغرفة رقم 55 من فندق "اينترناتسيونال" على رجل معلقاً على أنبوب للتدفئة المركزية، وبعد الإطلاع على الوثائق الشخصية تبين أن الرجل هو الشاعر سيرغي يسينين وهكذا أنهى مشواره بعد عمر يناهز 30 عاماً
ترك إرثا شعريا غنيا منحه الخلود. إن شعره قريب لكل من يقرأه بغض النظر عن قوميته فقبل مصرعه صدرت أشعاره المترجمة في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وفي عدد من البلدان الأوروبية وقد ترجمت أعماله إلى 32 لغة.
إعداد : محمد عزوز