اخر مشوار تسوق في قطر …
اقتحمت باب المول الزجاجي كفاتح من كتب التاريخ ، طأطأ الباب رأسه وفتح لي مصراعيه وكأني كسرى تفتح له ابواب القصر وفرسان من الميمنة والميسرة تحني رأسها لقادم من التاريخ ، في جيبي رزمة من الأوراق المكدسة اقيس سماكتها بمقياس الضغط واعضُُّّ عليها بما أوتيت من حنان مخافة الضياع في دهاليز عالم متغوِّل يرى في المرء جيبه فقط ،يقلقني كثيراً رقة وهشاشة عظام هذه الأوراق دماغي يعدُٰها اكثر من يدي وأراقب خطها البياني وعادة وكثيرا مايكون في رحلة هبوط دائم ، سحبت عربة التسوق، أنيقة ، فتحة سقف ،خالية العلام ،اتوماتيك، حصان واحد أنهكه الزمن ، يعمل على الوقود الحيوي، برأس حراري تتبعي يعمل على كل الالوان وفي كل الاتجاهات ، دخلت هذا المول الكبيربلا نهاية ، في بلد عربي غني ، تفقدت كل بضائعه لم ارى علامة تجارية واحدة تشير ان هذه السلعة من هذا البلد ، حتى موظفيه من كل اصقاع الارض الا هذه الارض ،تفحصت السلع العربية القليلة في هذا الكون الرهيب فرأيت سلعا با سعار خجولة تنافس هوامير المحتل لكل شيء حتى عقولنا ، سلع دول الغرب تعتلي الرفوف بكل جلال وبهاء ولا تمسها الا ايدي علية القوم وهذه سلع (العالم الكافر )والذي قدم في صحافته صور تسخر من رمز أَمَةً الاسلام ،
أحبُّ الجبنة المالحة مع البطيخ الاحمر والخبز الفرنسي وانا اعتبرها لحظة ترف لكنها ممكة الحدوث ،قطعة من البطيخ الاحمر كحسناء غيداء ولكنها ليست قداء موضوع على خصرها قصاصة تراها من خلف زجا(٢١)ر ق انا اراهن بكل مامعي من نقود وبما ورثته من كل العقود ان ستي مزنه تأكلها قبل ان يرتد طرفهاوبدأ العقل المتأمر على البطن الجائع بالحساب ( هنا في الغربة اللي بيحسب واللي مابيحسب مابيسلم)أقنعت نفسي ان هذه البطيخة من بلد الاستعمار والجبنة اكيد من بلد الكفار .انا زلمي بقنع بالحوار اللي فيه ارقام ههههههههه
بنتي الغليظه قال شو ..بابا جبلي معك قطعة شوكلا رحت على عالم الشوكلا رفوف أطول من شارع هنانو باللاذقية واصغر من برج خليفة كلها شوكلا، وشو بدي جيب حتى جيب ؟ كاللص الظريف وضعت قليلاً من القطع في السلة متحاشياً النظر في سعرها كي لااقع في صراع مع تأنيب الجيبه ، احسستُ ان هذه القطع في سلتي في غربة ٍعن المكان مثلي انا الغريب في الزمان والمكان ، فتحتُ الموبايل اريتها صورة ابنتي الجمان فاستكانت واطمأن لها المقام
قربي رأيت عشرينية فاتنة بحجاب خفيف خلفها خادمة تجرُّ عربة ممتلئة تئن من حملها بما لذ وطاب وأمامها عربة كالنار كلما ألقى خزنتها تقول هل من مزيد . ؟كجرافة جنود الاحتلال تجرف الشوكلا عن الرفوف فتتساقط كندف الثلج حتى تستقر لم يبقى على الرفوف سوى قصاصات السعر المتوفي اقتربت بعد ابتعادها كعنترة على كهف عبله لأرى كم سعر هذه القطع في سلتي كي لاأكون متورطاً في صفقة لست اهلا لها ،١٤ريال للقطعة لابأس انا قطفتهم من راس الماعون، هربت كفأرٍ من مهزوم من نفق الشوكلا خجلٌ من قطعي القليلة امام رتل القاطرات حتى وصلت الى بوابة الحساب حيث من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه لان جيبه فاضيه ،تقصدتُّ ان أكون خلف قاطراتها ولو طال بي زماني لأعرف كم يأكل هذا الهرقل اللطيف من الشوكولا ،تنظر الي ّ متسائلة لماذا هذا الخمسيني الخرف لايذهب الى كوةٍ فارغة وينتظر هنا خلف تلالٍ من الأشياء ؟ ذهب الثلج وبان المرج الرقم على شاشة الدفع ١٣٧٥٠واربعون درهماً ، اخرجت من حقيبة يدها بطاقة دفع من بين جموع البطاقات ولااعرف كيف تحفظ أرقامها ودفعت ثم انطلقت تحسست جيبي تهيأ لي انها فارغة وأحسست ُ انني رجلٌ اجتثّ الزمن مذاكيره، حتى أذنيه تدلت كأوراق الخريف فقلت في سري دامعاً. ياابنتي سأجلب لك مابتحبين وسأفرح وتفرحين ، بس لايطلعلنا شي واحد عالحاجز بيحب الشوكولاتة ساعتها العوض على رب العالمين
حيدر علي