Defense One
رأى باحثون غربيون ان العدوان الاميركي على منطقة التنف السورية هو بداية تصعيد أميركي ضد إيران، مرجحين ان تكون الادارة الاميركية قد اقدمت على هذا التصعيد دون وجود خطة واضحة وشاملة، موضحين إلى ان العدوان على التنف يشير إلى "تصعيد بلا جدوى"، محذرين من رد لإيران وحلفائها على أي تصعيد اميركي.
وفي التفاصيل، كتب "Thanassis Cambanis" مقالة نشرت على موقع "Defense One"، قال فيها إن الغارات الجوية الاميركية التي استهدفت وحدات من الجيش العربي السوري قد تشكل تحولًا كبيرًا في مقاربة ادارة ترامب للأزمة السورية.
ورأى الكاتب ان هذا العدوان يشير الى نهاية فترة طويلة تجنبت الولايات المتحدة خلالها المواجهة المباشرة مع ايران او مع من أسماهم "بالوكلاء الذين تدعمهم ايران". وحذر الكاتب من ان دخول القوات الاميركية بمواجهة مباشرة مع الجانب الإيراني قد يشعل النزاع في سوريا، وذلك مع غياب خطة واضحة.
الكاتب لفت الى ان خبراء اميركيين قالوا ان مشاورات تجري معهم بهذا الاطار، ورأى ان العدوان يشير إلى ان واشنطن انتقلت من مرحلة التخطيط إلى مرحلة العمل العسكري الهادف إلى "حسر الزخم الايراني".
وأكد ضرورة أن تتوخى اميركا الحذر، واعتبر ان لا مؤشرات تفيد بان ادارة ترامب تقوم بما هو مطلوب من اجل ضمان عدم خروج الوضع عن السيطرة، في الوقت الذي يبدو فيه ان واشنطن تنتقل من استراتيجية الاحتواء الى استراتيجية استخدام القوة العسكرية.
ورأى الكاتب ان "الرهان الأذكى" بالنسبة لواشنطن هو تجنب الاشتباك العسكري المباشر وممارسة ضغوط سياسية من أجل ما اسماه "تهميش وكلاء ايران في العراق"، إضافة الى استخدام القوة العسكرية ضد حلفاء إيران في سوريا. وشدد على أن "محو نفوذ إيران في المنطقة أمر غير واقعي"، معتبرا ان العمل "الواقعي" هو منع الايرانيين وحلفائهم من تحقيق بعض أهدافهم، مثل تحقيق نصر سريع ضد من اسماهم "المتمردين" في جنوب وجنوب شرق سوريا، إضافة الى جعل أهداف أخرى مثل الهيمنة على العراق وسوريا (بحسب تعبير الكاتب) أمرًا أكثر كلفة".
الكاتب تابع ان دول الخليج استثمرت بشكل كامل سلطة ترامب، وقال ان مسؤولين خليجيين كبارًا تحدثوا ببهجة حول ذلك في النقاشات المغلقة ويتوقعون ان يحققوا نجاحًا كاملًا.
واضاف ان دول الخليج تعتقد ان ترامب سيقدّر دعمها له المتمثل بشراء الاسلحة الاميركية ودعم اسواق الطاقة العالمية، ويتوقعون بان ترامب في المقابل سيأخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار لجهة كيفية التعاطي مع "التهديدات الامنية الاقليمية". وقال ان خطاب دول الخليج يشير إلى ان "المنطقة تواجه تهديدًا يتمثل بالتطرف وان كلًّا من حركة "الاخوان المسلمين" و"القاعدة" و"داعش" وحتى ايران، هي وجوه لعملة واحدة"، حسب زعم الكاتب، الذي شدد على ان هذه المقاربة مبسطة تؤدي الى "معالجات سياسية مروعة".
واكد الكاتب ان "الخطر يكمن في وجود ادارة اميركية "غافلة وتفاعلية" قررت أن الوقت حان لمواجهة ايران، منبهاً من ان ادارة ترامب قد تصعد الاوضاع في اليمن او توجه ضربة عسكرية ضد حزب الله او قوات الحشد الشعبي او اطراف حلفية لايران في سوريا"، على حد قوله.
وحذر بالمقابل من رد ايران وحلفائها على هذا التصعيد، ونبه من اتقانهم كيفية استهداف المصالح الاميركيةن واضاف بأن العدوان على التنف يشير الى "تصعيد بلا جدوى"، وان المسار الانسب هو عبارة عن سلسلة من الضربات الهادفة لما اسماه "حماية المدنيين و المتمردين الذين تساندهم الولايات المتحدة"، واستمرار ضرب الإرهابيين ومنع الجيش السوري من تحقيق ما اسماه "نجاحات رخيصة الثمن".
وقال ان الولايات المتحدة لا تحتاج الى "هزيمة ايران ووكلائها"، بل الى مجرد تغيير مسار الاحداث واستهداف بعض العناصر الايرانية، اضافة الى منع الجيش السوري من استعادة مناطق جنوب وجنوب شرق سوريا "بسهولة.
بيروت نيوز – نفحات القلم