The Independent
روبرت فيسك تحدث في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، عن هدف زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السعودية الذي يتمثل بالتحضير لـ"حرب مذهبية بين دول الشرق الأوسط "السنية" وإيران "الشيعية" بمساعدة إسرائيل".
وقال الكاتب البريطاني إن الدين الوحيد الذي يؤمن به ترامب هو المال وهو ما لدى ملوك السعودية والخليج الذين يريدون تدمير إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين، الذي يعدّ بالنسبة للأميركيين مجرد حكاية مكافحة إرهاب. مما يعني أن ترامب سيعطي محمد بن سلمان صواريخ أميركية وطائرات وسفن بقيمة 100 مليار دولار. وحينها أميركا ستكون سعيدة وكذلك إسرائيل.
وتابع فيسك "أن ترامب يعيش خيال إنشاء حلف ناتو عربي" مشيراً إلى أنه سيكون في استقباله في الرياض "ديكتاتوريون ومستبدون فاسدون وقاطعو رؤوس". وأضاف أن حقيقة أن منبع الإرهاب في الشرق الأوسط من داعش إلى القاعدة أو جبهة النصرة هو الدولة التي يزورها ترامب يجب وسيتم تجاهلها، واصفاً ما يجري بأنه أشبه بـ"الكوميديا".
الكاتب البريطاني قال إنه سيكون على هؤلاء أن يستمعوا إلى "هذيان" ترامب حول السلام والتطرف الإسلامي الذي سيكون أكثر الخطابات التي تنافي العقل لكون الرئيس الأميركي سيكون عليه أن يدعي أن إيران هي المتطرفة فيما داعش النسخة الوهابية السعودية هو الذي يشوّه ويدمر سمعة الإسلام في العالم.
الكاتب البريطاني الذي وصف صهر ترامب جاريد كوشنر بولي العهد قال إن الاسرائيليين سيكونون سعداء للغاية في مشاهدة السنة والشيعة يتقاتلون مع بعضهم البعض تماماً كما كان حالهم في الحرب الإيرانية العراقية، مشيراً إلى أن الإسرائيليين سبق لهم أن تميزوا من خلال قصفهم الجيش السوري وحزب الله والإيرانيين خلال الحرب السورية فيما تجاهلوا داعش وقدموا المساعدة الطبية للقاعدة (النصرة) في الجولان.
روبرت فيسك قال إنه سيتعين على ترامب أن ينسى أمر العدالة والحقوق المدنية والأمراض، مشيراً إلى "الكوليرا" المنتشرة في اليمن اليوم إلى جانب استمرار قصف السعوديين مدعومين من حلفائهم الأميركيين قبل وقت طويل من وصول ترامب الى البيت الابيض.
وخلص إلى أن هذا يترك دولة واحدة خارج هذه الجوقة العظيمة وهي روسيا، لكن فلاديمير بوتين يدرك جيداً ماذا يحصل في الرياض وهو سيراقب سقوط الناتو العربي. وزير خارجيته يفهم سوريا وإيران أكثر مما يفعل تيليرسون، فضلاً عن أن ضباطه الأمنيين موجودون في داخل سوريا. إلى جانب كل ذلك في حال احتاج أي معلومات استخبارية إضافية ليس عليه سوى أن يسأل دونالد ترامب.
بيروت نيوز – نفحات القلم