.jpg)
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن صفقة السلاح الضخمة التي وقع عليها الرئيس الأمريكي دولاند ترامب مع الملك السعودي خلال زيارته الى المملكة الشهر الماضي، قد يتبين انها أصغر بكثير مما تم ادعاؤه من قبل الدولتين، كما أكد معهد بروكنيز للأبحاث في واشنطن اليوم ذلك.
وأضافت الصحيفة أن ما تم عرضه كصفقة بقيمة 110 مليارات دولار هو عمليًا فقط سلسلة من الاقتراحات ورسائل الاهتمام، ولم يوقع على أي عقد بين الدولتين، كما أن جزء من منظومات السلاح التي تضمنتها هذه الصفقة، كان قد صادق في الماضي عليه مسؤولون كبار في إدارة أوباما .
وفي هذا السياق، صرح الباحث الكبير في شركة "بروكنيز" والعميل السابق في "سي آي إي"، بروس ريدل، أنه "في الصناعات الأمنية الأمريكية وفي تلة الكابيتول قالوا انه حتى الان لم يتم تحويل أي جزء من الصفقة التي أعلن أنه تم التوقيع عليها في السعودية الى مجلس الشيوخ"، مضيفًا أن "عددا كبيرا من البنود فيها يوصف بأنه مقترحات تعتقد الصناعات العسكرية ان السعودية ستكون معنية بها في المستقبل"، حسب "هآرتس".
ولفتت "هآرتس" إلى أن ريدل قال: "لا صفقة من هذه الصفقات جديدة، وجميعها تم تحريكها خلال فترة إدارة أوباما"، مشيرًا إلى أن "مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي في الإدارة الامريكية السابقة، دارك تشولت، كان تطرق الشهر الماضي الى هذه الصفقة، وقال إنه توجد للطرفين رغبة في الإعلان عن عهد جديد من التعاون في الخليج الفارسي".
وتابع ريدل "لا أعتقد أن السعوديين يمكنهم اليوم تسديد كامل كلفة الصفقة كما أعلن، وذلك في اعقاب اسعار النفط المنخفضة والكلفة العالية للحرب في اليمن". وبحسب كلامه "الرئيس أوباما، باع خلال سنواته الثمانية في البيت الأبيض سلاح بقيمة 112 مليار دولار الى السعودية، اغلبها في صفقة ضخمة في العام 2012، لكن مع هبوط أسعار النفط، وجد السعوديون صعوبة في التسديد".
واختتمت الصحيفة "لكي تمر صفقة العام 2012 في الكونغرس، تم تضمينها تعويضا لإسرائيل كي تحافظ على تفوقها النوعي مقابل جيرانها". وذكرت الصحيفة أن باحثا كبيرا قال "تعرفون ان صفقة ترامب حقيقية عندما تبدأ "إسرائيل" بالطلب من ترامب رزمة تعويضات".
The New York Times
دفع الرئيس ترامب بنفسه نحو نزاع خليجي مرير امس الثلاثاء، عازياً الفضل في خطوة السعودية عزل قطر لنفسه. في سلسلة من التغريدات قال ترامب إن دعوته لوقف تمويل الجماعات المتطرفة حدت بالسعودية وأربع دول أخرى إلى التحرك هذا الأسبوع ضدّ قطر، الإمارة الصغيرة الغنية بالنفط التي لا نقاش في أنها تعدّ أهم حليف عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
(..) لطالما اتهمت قطر بتمويل الإخوان المسلمين كما بتمويل مجموعات متطرفة في سوريا وليبيا ودول عربية أخرى. لكنها أيضاً مقر لاثنتين من القواعدة الأميركية الرئيسية فضلاً عن المركز الذي تقود منه الولايات المتحدة وحلفاؤها الحرب الجوية على مقاتلي داعش في العراق وسوريا.لعلّ هذه الأدوار المتناقضة تفسر الإشارات المختلطة التي أرسلتها الإدارة الأميركية بعد الخطوة السعودية غير المتوقعة. وزيرا الخارجية والدفاع ريكس تيليرسون وجايمس ماتيس حاولا التعامل بسلاسة مع الخلاف مع عرض تيليرسون لعب دور الوسيط وإصرار ماتيس على أن لا تأثير لذلك على الحملة ضدّ داعش.
بعد أقل من اثنتي عشرة ساعة استبعد ترامب هذا النهج لمصلحة السعودية موجهاً أصابع الاتهام لقطر. تغريدات ترامب التي قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إنها ليست نتيجة أي تغير في السياسة، مما أحدث إرباكاً بخصوص استراتيجية أميركا ونواياها تجاه شريك عسكري رئيسي.
(…) مساء الثلاثاء، بدا الرئيس وكأنه يحاول تخفيف حدة التوتر. في اتصال مع الملك سلمان قال ترامب إن الوحدة بين دول الخليج ضرورة لهزيمة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض.
السفير القطري في واشنطن عبّر في مقابلة مع "ديلي بيست" عن تفاجئه بتغريدات ترامب، وقال "لا أحد اقترب منا على نحو مباشر وقال إن لديه المشكلة الفلانية أو الفلانية..".
تغريدات ترامب بدت وكأنها تناقض أيضاً السفيرة الأميركية في الدوحة دانا شيل سميث التي أعادت نشر تغريدة سابقة لها هذا الاسبوع تقول فيها إن قطر أحرزت تقدماً في كبح الدعم المالي للإرهابيين. وقال دبلوماسي أميركي آخر في قطر إن علاقات الأخيرة مع الولايات المتحدة متينة وسجلت خطوات نحو محاكمة مشتبه بهم بتمويل جماعات إرهابية وتجميد أصول ووضع ضوابط صارمة على مصارفها.
لطالما كان تمويل قطر للجماعات المتطرفة سبباً للتوتر مع واشنطن. لكن الولايات المتحدة تجنبت بشكل عام الانحياز إلى أي من الاطراف في النزاعات الخليجية لأن لديها شراكات استراتيجية مع غالبيتهم بما في ذلك السعودية التي تملك أيضاً سجلاً في تمويل الجماعات المتطرفة.يقول روبرت مالي منسق سياسة الشرق الأوسط في إدارة أوباما من الواضح أن السعوديين والإماراتيين شعروا أن هناك شخصاً في البيت الأبيض يمكن أن ينحاز لهم مما يضع قطر في موقف صعب. فإما تقوم بتحول دراماتيكي في سياستها أو ستواجه عزلة أكبر.محللون آخرون قالوا إن السعوديين استغلوا ترامب من أجل تنفيذ خطوة جرى التخطيط لها منذ وقت طويل ضدّ جارتهم الصغرى.